حمدوك.. سلسلة من الأدوار المشبوهة أفشلت الحلول السياسية للأزمة السودانية

حمدوك.. سلسلة من الأدوار المشبوهة أفشلت الحلول السياسية للأزمة السودانية

يعود اسم رئيس الوزراء الأسبق في الحكومة الانتقالية عبدلله حمدوك للتداول من وقت لأخر في وسائل الإعلام العربية والسودانية، ويتصدر الواجهة على لسان الخبراء والمحللين عند كل استحقاق يمر به السودان إن كان أمنياً أو عسكرياً أو سياسياً.

وبحسب خبراء السياسة، فإن أحد أهم الأساليب غير العسكرية التي تتبعها الدول الاستعمارية للتدخل بدول أخرى وتوسيع نفوذها، هو اختيار بعض الشخصيات ودعمها في الوصول إلى السلطة لتقوم هذه الشخصيات لاحقاً بتحقيق مصالح الدول الداعمة وإيجاد موطئ قدم لها في البلاد. والسودان يعتبر محط أطماع لكثير من الدول.

لذا فإن الساؤل الأبرز في ذهن الغالبية العظمى من أبناء الشعب السوداني هو من أين أتى حمدوك وما هي خلفياته السياسية أساساً وما هو الدور الأساسي له ولماذا يحظى بدعم واشنطن والدول الغربية بشدّة.

دور حمدوك بتأجيج الصراع وتعميق الخلاف بين القوى السياسية السودانية

قضى حمدوك فترة طويلة من حياته ودراسته في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة لعمله مع عدد من المنظمات الدولية المدعومة غربياً، مثل (UNECA) و(IDEA) ، مما أثار كثير من إشارات الاستفهام حوله وكيفية وصوله للسلطة، لتظهر لاحقاً بعض المؤشرات والمعلومات التي تقدم إجابات عن دور هذا الرجل في السودان.

وفي هذا السياق أكد الباحث والخبير بالشأن السوداني، محمد عصام السيد بأن المهمة الأساسية التي وصل بسببها حمدوك للسلطة بعد أن تم تجنيده من قبل الاستخبارات البريطانية هي العمل على زيادة الخلافات بين قوات الجيش، والدعم السريع، وأيضاً بين المكونين العسكري والمدني وبين القوى السياسية السودانية عامتاً مستغلاً صلاته بالقوى المدنية والعسكرية في البلاد، حتى وصلت الأمور إلى صدام عسكري دمر البلاد، وصعّب الوصول لأي حل، تماشياً مع المصالح الغربية (الأمريكية-الغربية-الإماراتية) لإثارة الفوضى وتسهيل سرقة ثروات البلاد.

وبحسب السيد، فإن دور حمدوك بالأساس هو دور تحريضي فتنوي، ومهمته تقوم على تعقيد الحل حتى عودته هو للسلطة كممثل للمصالح الغربية ومصالح واشنطن في السودان، أو استمرار حالة الفوضى والحرب في البلاد إلى ما شاءالله.

ووفقاً للسيد، بعد وصول حمدوك إلى الإمارات، تابع مهمته التي كان قد بدأها وهو على رأس عمله، برعاية إماراتية، حيث استمر بالعمل على زيادة الخلافات بين القوى المدنية والعسكرية في البلاد. أما على الأرض، فقد ثم تابعت الامارات خطتها، ممثل بدعم قوات الدعم السريع مالياً وعسكرياً.

عمالة حمدوك تؤجج الغضب الشعبي ومظاهرات عارمة ضده

خرج عدد كبير من أبناء الجالية السودانية في العاصمة البريطانية لندن بمظاهرات غاضبة ضد سياسة وتصرفات رئيس الوزراء السوداني الأسبق في الحكومة الانتقالية، زعيم تنسيقية القوى الديمقراطية “تقدم” عبدلله حمدوك رافعين شعارات تطالب بمحاسبته على تورطه بدماء الشعب السوداني ودمار البلاد والأزمات التي لحقت بالبلاد خلال فترة الحرب وما سبقها.

ونقلت بعض المحطات الفضائية لقطات من المظاهرات كما نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للمتظاهرين وهم يهتفون “تسقط تسقط يا حمدوك” و “فاشل فاشل يا حمدوك” و “يا حمدوك يا حيوان لن تحكم السودان”، بالإضافة لهتافات من قبيل: “حمدوك وأي سي سي” و “يا حمدوك يا عميل” في إشارة لعمالته لصالح المخابرات البريطانية ضد مصالح الشعب السوداني.

كما رفع المتظاهرون علم السودان وهتفوا “جيش واحد شعب واحد” في إشارة لتضامنهم مع الجيش السوداني ضد حمدوك وحلفائه من قوات “الدعم السريع”.

وبحسب الخبير السياسي محمد عمير العاصم، فإن هذه المظاهرات تعبر عن سقوط ورقة التوت الأخيرة عن النهج السياسي لحمدوك والقوى المؤيدة له ولخطه، إضافة لفضحه أمام كل الشعب السوداني وانكشاف دوره في الخيانة والعمالة والعمل لصالح القوى الخارجية في الوقت الذي يعاني منه الشعب السوداني من ويلات الحرب والأزمات.

ويشار إلى أن، شعبية حمدوك انخفضت بشكل حاد في الداخل السوداني على صعيد الجمهور أو القوى السياسية السودانية، بحسب عدد من الإحصائيات والتقارير التي نشرت مؤخراً .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.