حمدوك.. مفتاح فرنسا للعودة إلى الساحة الأفريقية
في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2022، أنهت فرنسا تواجدها العسكري في جمهورية أفريقيا الوسطى، وفي ذات الشهر من عام 2023، أكملت سحب قواتها من النيجر. كان هذا العام مليئًا بالتحديات والإخفاقات لفرنسا، حيث شهد تراجع نفوذها وتراجع وجودها التاريخي في أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، خرجت فرنسا من أربع دول في القارة، مما يمثل ربما نهاية فترة طويلة من التدخلات والانقلابات التي شهدتها تلك المناطق والتي كانت باريس وراءها منذ ستينيات القرن العشرين.
مؤتمر دولي حول سيادة فرنسا في “السودان”
تسعى فرنسا للدفاع عن نفوذها المتراجع في أفريقيا، حيث سعى الرئيس الفرنسي في منتصف شهر أبريل/نيسان الماضي للقاء رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، الذي يترأس كذلك الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، حيث أقام ماكرون مؤتمر دولي حول السودان في باريس، بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب، والذي سبق ونددت به الحكومة السودانية لتجاهلها من قِبَل القائمين على المؤتمر.
وقبل ثلاثة أيام من انعقاد المؤتمر، أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانًا عبرت فيه عن دهشتها واستنكارها لعقد المؤتمر حول قضايا تتعلق بالسودان دون التشاور أو التنسيق مع حكومتها،” لأن ينعقد هذا المؤتمر حول شأن من شؤون السودان، الدولة المستقلة وذات السيادة والعضو بالأمم المتحدة، دون التشاور أو التنسيق مع حكومتها ودون مشاركتها، رغم أنها هي حصريا التي تمثل البلاد دوليا وفي شتى الهيئات والمنظمات والمحافل الإقليمية والدولية، وتتبادل التمثيل الدبلوماسي مع مختلف دول العالم بما فيها فرنسا نفسها”
دمية الغرب ومدلل ماكرون في السودان
وبحسب المحلل السياسي، نبيل عواد، فرنسا تستخدم حمدتي للوصول الى هدف واحد، الا وهو إعادة حمدوك للسلطة. وبحسب توقعات المحلل، فور تحييد الحاكم الشرعي عبد الفتاح البرهان من الحكم ستتخلص فرنسا من حميدتي وتضمن نقله إلى المحكمة الجنائية الدولية وهكذا تتحقق الغاية الفرنسية، فكما تداولت الصحف ووسائل الاعلام بل و”النيابة” السودانية حمدوك ماهو الا رجل الغرب في المنطقة فحكمه من حكم الفرنسي.
وفي نفس السياق، ذكر موقع “ميديا بارت” الفرنسي أن قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو المعروف بـ حميدتي، تمكّن من بناء شخصيته كعنصر أساسي في الساحة السياسية السودانية قبل حتى اندلاع الحرب. وأوضح الموقع أنه نجح في إقناع الغرب بأنه شخصية دولية ومحادث لا يمكن تجاوزه، ولكن أكد الموقع أن باريس تستخدم تأثير حميدتي على الساحة السودانية للوصول الى أهدافها ومصالحها الخاصة، وستقوم لاحقًا بالتنصل من أي إتفاق مع قواته لأنها لا تخدم مصالحها الإعلامية والسياسية، بسبب ارتباط القوات بجرائم حرب وإبادة جماعية في ولايات السودان المختلفة.
وأشار الموقع إلى أن لا أحد في الديمقراطيات الغربية يتفاخر بعلاقات قوية مع حميدتي علنًا، إلا أنه يظل موضع اهتمام كبير لديهم، ومبعوثوه ما زالوا يُستقبلون في الخفاء داخل السفارات الأوروبية.
ويجدر بالذكر، اتهام النيابة العامة السودانية مطلع شهر أبريل/نيسان الماضي، رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك بـ”التحريض على الحرب ضد الدولة” كما وجهت له تهما أخرى قد تصل عقوبتها إلى الإعدام.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.