خلافات (الأشقاء).. تبادل أدوار أم صراع مواقف؟!

للمرة الثانية يبرز على السطح خبر تجميد عضوية إبراهيم الميرغني وعزله من منصب أمين القطاع السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، وعلى الرغم من العدول عن القرار في المرة الأولى ونفيه أعاد القرار الذي صدر أمس الأول ذات الأحاديث التي راجت حول تفاقم الخلافات داخل الحزب الكبير، إلا أن البعض ذهب إلى أن الأمر لا يعدو كونه تبادل أدوار بين عضوية الحزب.
ولكن هذه المرة قرر الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل تجميد عضوية إبراهيم الميرغني وعزله من منصب أمين القطاع السياسي وإحالته للتحقيق.
شرعية الحزب
وبحسب ما ورد في البيان فإن الأنشطة التي يقوم بها إبراهيم الميرغني لا صلة للحزب بها ولا تمثل مؤسساته التنظيمية ولا قراره السياسي، وأضاف أن إلحاق صفة أمين القطاع السياسي باسمه (قد أضحت محض إدعاء ليس إلا)، وحذّر الحزب من مغبة التمادي في هذا الادعاء، وأهاب بقواعده عدم الالتفات لمثل هذه الدعوات وألا تستجيب لها فهي خارجة على شرعية الحزب ومؤسساته، وقال: (ستتوالى الإجراءات التنظيمية لحسم التفلت حسب توجيهات رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني).
إلا أن حدة الخلافات داخل الحزب الاتحادي بلغت ذروتها خاصةً في ما يتعلق بوثيقة الدستور الانتقالي، عقب قرار مكتب المراقب العام بتجميد نشاط أمين القطاع السياسي إبراهيم الميرغني، الأمر الذي تم نفيه لاحقاً، وموقف إبراهيم الميرغني بتأييده مسودة الدستور التي أعدها محامون يساندون الديمقراطية عجل بإصدار قرار التجميد في حقه، ووفقاً لما راج فإن تجميد عضوية إبراهيم جاء لمخالفته توجهات الحزب في الوفاق الوطني ومبادرة رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني، بجانب مقابلته الآلية الثلاثية مع الحسن الميرغني للتوقيع على مسودة دستور المحامين التي يرفضها الحزب.
قرار التجميد
ويرى المحلل السياسي د. راشد المبارك أن ما يحدث داخل الحزب الاتحادي تبادل أدوار لإظهار بعض الشخصيات التي اختفى بريقها، وقال لـ (الإنتباهة): (إذا كانت هناك خلافات حقيقية فلماذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه إبراهيم منذ الكشف عنها؟)، وأكد أن التراجع عن قرار التجميد في المرة الأولى يثبت عدم صحته، لكنه عاد وقال: (نعم هناك خلافات داخل الحزب وهذا أمر معلوم، إلا أنها لم تصل لدرجة تجميد العضوية، لذلك فإن الحديث حول التجميد لا صحة له).
ترتيب البيت الداخلي
ويذهب أستاذ العلوم السياسية الضو إبراهيم في اتجاه آخر ليؤكد أن ما يحدث من خلافات داخل الحزب يستدعي اتخاذ خطوة التجميد، لجهة حاجة الحزب لمثل هذه الإجراءات، خاصةً أن الأمر تكرر للمرة الثانية مما يؤكد حقيقة الخلافات، وقال في حديثه لـ (الانتباهة): (صحيح أن المشهد السياسي أصبح غير واضح، لكن على الأحزاب أن تتحلى بالوضوح حتى لا يؤثر الأمر في مسيرتها التاريخية خاصةً الأحزاب الكبيرة)، وأضاف قائلاً: (في هذه المرحلة يجب على الأحزاب أن ترتب بيتها الداخلي وتحسم أية مخالفات وتعالج الخلافات حتى تكون في المسار الصحيح، وأن ظهور مثل تلك الأخبار وتكرارها حتى وإن لم تكن صحيحة يجعل الحزب في دائرة الشكوك).
وبدوره اعتبر إبراهيم الميرغني الأمر إعادة نشر خبر قديم فقط، وقال على صفحته بـ (الفيسبوك): (بينما نحن مشغولون بتهيئة القواعد في شرق السودان للمشاركة في العملية السياسية النهائية الجارية، لم تجد مجموعة السقوط غير إعادة نشر خبر محاولة تجميد عضوية رئيس القطاع السياسي للمرة العاشرة)، وأضاف قائلاً: (حقيقة أشعر بالتعاطف والحزن والرثاء لحالهم بعد أن تخلفوا مُجبرين عن قطار الانتقال على قارعة محطة النسيان، وتقدم الحزب الاتحادي ليحتل مقعده التاريخي بين القوى الوطنية السودانية انصياعاً لإرادة جماهيره وعزمها).

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.