خلافات نظارات البجا.. إلى أين تمضي بالشرق

إقالة الوالي ومطالب أخرى تتعلق بتقاسم الموارد أدت إلى إضرام نيران الخلافات داخل المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلّة بشرق البلاد، لينتج عنها تقدم رئيس المجلس باستقالته ثم التراجع عنها بعد ثنيه عنها، وبحسب مراقبين فإن خلافات النظارات ستنعكس بصورة مباشرة على أزمة الشرق وستولد واقعًا جديدًا ربما يقود بدوره إلى خروج الشرق عن سيطرة المركز..

أمس الأول تراجع رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلّة محمد الأمين ترك ، عن استقالته من المجلس التي كان قد دفع بها خلال ساعات سابقة، عقب اجتماعٍ طارئ بقيادة ناظر العبابدة، ونواب رئيس المجلس وعمد العموديات المستقلة وقيادات عليا في المجلس بالخرطوم، لتثني ترك عن الاستقالة المفاجئة للجميع بحسب وصف المجلس لها في تصريحٍ صحفي .

وقد جاءت استقالة ترك بعد ساعات من استقالة والي البحر الاحمر، علي أدروب، الثلاثاء لتهدئة الأوضاع في الولاية، لينجم عنها مباشرةً رفع أنصار المجلس الأعلى لنظارات البجا الاعتصام من أمام مقر الحكومة المحلية لولاية البحر الأحمر. وتوترت العلاقة بين الوالي المستقيل علي أدروب ومجلس البجا، مطلع مايو المنقضي، إثر اتهام الأول بطلب العون من أشخاص متورطين في إشعال العنف القبلي بالإقليم لتمويل مشاريع تنموية، واعتبر المجلس خطوة الوالي تنفيذًا غير مباشر لمسار الشرق.

الخلافات والاستقالة

وتفجرت الخلافات داخل مجلس النظارات بعد رفض ترك خطوة الاعتصام أمام مقر الحكومة المحلية بولاية البحر الأحمر، فيما تمسكت قيادات أخرى بالضغط على الحكومة لحملها على إقالة الوالي ومطالب أخرى تتعلق بتقاسم الموارد.

وأعلن ترك في خطاب استقالته مواصلة دفاعه عن قضية شرق السودان والبجا وفقًا لمقررات مؤتمر سنكات.

وأقر ترك بوجود خلافات داخل التنظيم دفعته لتقديم استقالته حتى لا يكون طرفًا في هدم بناء المجلس الأعلى لنظارات البجا

وقال: ما حدث في الأونة الأخيرة من تسجيلات متبادلة بين الأشقاء أبناء القومية الواحدة والاتهامات التي لا أساس لها دون أن يسلم منها أحد من القيادات التي كافحت من أجل القضية واستمرار النهج المنحرف أصبحت قناعتي أن الأمر أصبح مستحيلًا.

خارج السيطرة

وباعتبار أن الشرق أصبح خارج سيطرة المركز، يمضي المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم في حديثه ليؤكد نفوذ ترك على النظارة.

وثمن سلم وجود ترك بمجلس النظارة لأجل حكمته وحفاظه على مصالح الشرق وأهله من التدخلات الدولية والاستقطاب.

ويذهب الخبير الاستراتيجي د. أمين إسماعيل المجذوب بحديثه بالتأكيد على أن استقالة الناظر ترك لن تؤثر على أي حال لأن مجلس نظارات قبائل البجا مجلس إدارة أهلية لاعلاقة له بالسياسة، لافتًا إلى أن كل ما حدث بالفترة السابقة من إغلاق للميناء وإغلاق للطريق القومي لم يؤثر سياسيًا بسبب عدم وجود حاضنة سياسية.

وأشار المجذوب إلى أن هنالك مجموعة ترى أن مايفعله ترك له علاقة بأطراف داخلية وخارجية لها علاقة بالأزمة السودانية، ولذلك هم ضد توجهات ترك الذي يرى أن هذه المجموعة يجب أن تنصاع خلفه باعتبار أنه يمثل إحدى الإدارات الأهلية وأنه قطب من البجا، قاطعًا بوجود تلكؤ واضح من الحكومة المركزية في حل الأزمة السابقة والتعامل مع الإغلاق سياسيًا و عسكريًا.

وشدد المجذوب على أن الشرق وحكومة المركز  لا يستطيعان الانفصال عن بعضهما البعض، وأضاف: إذا حدث ما يعرف بتحديد المصير أو الانفصال للشرق سيتم  استغلاله من جميع الدول المجاورة للشرق، أما المركز إذا استغنى عن شرق السودان سيصبح دولة حديثة.

تأسيس المجلس

وتأسس المجلس الأعلى للبجا أثناء انعقاد محادثات السلام التي كانت تجريها الحكومة مع تنظيمات الجبهة الثورية، بعد بروز اتجاه لمسار الشرق الذي ضمن في خاتمة المطاف في اتفاق السلام المبرم في 3 أكتوبر 2020.

وفي أواخر سبتمبر 2020، عقد المجلس مؤتمرًا في سنكات أوصى بإلغاء مسار الشرق ومنح شرق السودان حق تقرير المصير والمشاركة في السُّلطة وإيقاف تصديقات المخططات السكنية والزراعية وأعمال التعدين إلى حين وضع أسس جديدة تحقق مصلحة سكان المنطقة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.