دير الزور.. الفوضى تستوطن عقب مغادرة الروس

التواجد الروسي من شأنه ان يعيد التوازن والأمن إلى دير الزور
0

تتزايد يوماً بعد يوم نقمة الأهالي في محافظة دير الزور شرقي سوريا على الوضع القائم في المدينة على كافة المستويات وسط انتشار الفوضى وتزايد التوترات.

وفي الآونة الأخيرة ازدادت وتيرة المظاهرات الشعبية الغاضبة والرافضة لوجود ميليشيات “قسد” المدعومة أمريكياً من ناحية، ومن ناحية أخرى، ازداد نشاط تنظيم “داعش” الإرهابي بشكل واضح ومقلق حول محيط دير الزور.

في هذه الأثناء، يعتقد السكان أنه بدون القوات الروسية لن تتمكن القوات الحكومية من توفير الأمن لسكان المنطقة في حده الأدنى، في ظل الشائعات حول استعداد تنظيم “داعش” الذي ينشط على الضفة المقابلة لنهر الفرات للهجوم على المدينة ومحيطها.

وبالنظر إلى الطبيعة الديموغرافية لسكان دير الزور، بدا خوفهم جلياً من انسحاب القوات الروسية من المدينة، في ظل الحضور الإيراني ولما لهذا الحضور من تداعيات على المنطقة، وعدم قدرة الجيش السوري وحده على ضبط الأمن هناك.

ويرى مراقبون، أن مغادرة الروس لدير الزور أثّر بشكل مباشر على أمن المدينة، فعندما كانت المحافظة تحت سيطرة الجيش الروسي، كانت تعيش جو من الهدوء والأمن نسبياً إلا أنه عندما غادر الروس المحافظة باتت تشهد فلتاناً أمنياً يرعب السكان المحليين من ممارسات الميليشيات المدعومة أمريكياً مثل “قسد” و”داعش”.

ويؤكد المراقبون أنه لا يمكن لـ”داعش” الظهور مجدداً في هذه المنطقة، إذا كانت القوات الروسية هناك، التي تشن عبر طائراتها ضربات استباقية تعمل على تدمير جميع كمائن والعبوات والالغام وخلايا داعش النائمة.

وينتشر في تلك المنطقة، بقايا تنظيم داعش الإرهابي بشكل كبير وتنطلق منها لشن هجمات في أرياف دير الزور والرقة وحماه وحمص.

وفي الجانب الآخر، يتعرض شبان الجزيرة والشمال السوري لأعمال اختطاف يومية، بهدف التجنيد الإجباري أو ضمن حملات الاعتقال للمعارضين في المناطق المسيطر عليها، من قبل “قسد” المدعومة بشكل مباشر من الجيش الأمريكي.

كما أن التواجد الإيراني ومحاولة إسرائيل ضرب الايرانيين على الأراضي السورية واستهداف مواقع مختلفة في مدينتي البوكمال و دير الزور شرق البلاد زاد من مخاوف السكان، وآخرها الانفجار الضخم الذي هز منطقة الميادين الخاضعة لسيطرة الفصائل المدعومة إيرانيا بعد ضربها من قبل الاطيران الاسرائيلي .

وعلى أثرها أعادت القوات المدعومة من ايران الانتشار ضمن المناطق التي تعرضت لقصف إسرائيلي، بعد أن أخلت مواقع لها بأطراف تلك المناطق.

وفي السياق، كشفت تقارير مؤخراً، عن مؤشرات على وجود اتفاق روسي- إيراني “غير معلن” شرقي سوريا، وقد دخل حيز التنفيذ، الشهر الماضي، بوصول القوات الروسية لأول مرة إلى الحدود العراقية، عند معبر البوكمال، وهي منطقة ذات نفوذ إيراني خالص، وفقاً للتقارير.

وأشارت التقارير، إلى أن الوجود العسكري الروسي في مناطق غرب الفرات يمنح موسكو مزايا استراتيجية مهمة، تتمثل بشكل أساسي بإضعاف النفوذ الأمريكي في سوريا من خلال اقترابها من قاعدة التنف، وتواصلها مع عشائر مناطق الفرات “المتذمرة” من الدعم الأمريكي لـ “الإدارة الذاتية” للأكراد وتهميش العرب.

وبالمقابل، ترغب إيران في تخفيف حدة الضربات الاسرائيلية على مواقع في البوكمال وعموم مناطق غرب الفرات، كما تسعى لإعادة سلطة الدولة السورية على المناطق الحدودية، وهي ورقة يمكن استخدامها في المفاوضات مع الإدارة الأمريكية الجديدة، بحسب التقارير.

من جانبهم، شرع الروس في بداية يناير الجاري بعقد اجتماعات مع زعماء العشائر في المنطقة، أجروا حواراً تطرقوا من خلاله للوضع العام في المحافظة، وأسباب عودتهم إليها بشكل كبير، إذ قال ضابط روسي للعشائر، إن قوات الجيش الروسي جاءت إلى دير الزور “لإنهاء الفوضى وضبط الوضع”.

ويرى مراقبون، أن التواجد الروسي من شأنه ان يعيد التوازن والأمن، وسيساهم في القضاء على فلول تنظيم داعش الإرهابي، لاسيّما بعد ازدياد نشاطه مؤخراً وتنفيذه كمين بحافلة في منطقة كباجب على الطريق بين دير الزور وتدمر، تقل مدنيين وعناصر من الجيش السوري ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخص ووقوع عدد من الجرحى، وتفجير آخر في منطقة وادي العزيب، ذهب ضحيته 12 جندي واستشهاد ثلاث مدنيين وطفلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.