زيارة آكار إلى طرابلس .. تركيا تضع عينها على النفط الليبي
حذر الجيش الوطني الليبي من تبعات توقيع اتفاقية عسكرية جديدة بين تركيا وحكومة الوفاق عقب زيارة قام بها وزير الدفاع التركي خلوصي آكار إلى طرابلس الجمعة.
وبحسب موقع (ميدل إيست اونلاين) قال خالد المحجوب مدير التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي إن الاتفاق يهدف بالأساس للسيطرة على حقول النفط وتجاوز الخط الأحمر المصري المتمثل في مدينة سرت وقاعدة الجفرة.
وحذر المحجوب في مداخلة عبر قناة “ام بي سي” مصر من أن السلطات التركية تسعى إلى اختراق الخط الأحمر الذي حدده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في محاولة لنهب ثروات الشعب الليبي خاصة السيطرة على حقول النفط في الشرق الليبي ما يهدد في النهاية الأمن القومي المصري والعربي.
وأكد المحجوب أن حكومة السراج تقوم باتخاذ قرارات وعقد اتفاقيات خارج نطاق الشرعية ملوحًا بأن الجيش الليبي سيتصدى لكل تلك المحاولات.
رفع سقف المطالب
ولم يستبعد المسؤول الليبي بأن التهديدات الجديدة تأتي في إطار رفع سقف المطالب قبل الخوض في مباحثات سياسية جديدة لإنهاء الأزمة الليبية.
وكان الرئيس المصري قد أعلن الشهر الماضي مبادرة سلام لإنهاء الأزمة الليبية، لكن حكومة الوفاق رفضت المبادرة بتحريض تركي وأصرت على استهداف سرت ما دفع القاهرة إلى توجيه تحذير واضح من مغبة الاستمرار في استهداف المدينة وقاعدة الجفرة.
وطالب المحجوب بخروج القوات الأجنبية من بلاده وفي مقدمتها القوات التركية إضافة إلى طرد المرتزقة السوريين لكون تلك التشكيلات المتطرفة أحد أسباب تواصل الأزمة.
قاعدة عسكرية تركية في ليبيا
وتحدثت مصادر من أن الاتفاق الأخير بين الوفاق والحكومة التركية نص على إنشاء قاعدة عسكرية تركية في ليبيا، إضافة إلى تأسيس قوة مسلحة تركية يتمتع جنودها وضباطها الأتراك بحصانة ضدّ أي ملاحقة قضائية.
ووفق نفس الاتفاقية، يمنح، الضباط الأتراك في ليبيا صفة دبلوماسية لضمان حصانتهم.
ووصفت جهات ليبية الاتفاق الجديد بأنه احتلال واضح وعلني لليبيا من قبل تركيا خاصة وأن حكومة السراج وقعت قبل ذلك اتفاقيات اقتصادية ترهن أموال الليبين لصالح تركيا من خلال مساعدة اقتصادها المنهار ووقف تهاوي عملتها.
اتفاقية تركية مبهمة
وضخت حكومة الوفاق في البنوك التركية مليارات الدولارات يعتقد أنها قيمة الجهود التركية لإنقاذ ميليشيات حكومة الوفاق من الانهيار في مواجهة الجيش الوطني الليبي.
ولم تتحدث حكومة الوفاق عن بنود الاتفاق بينها وبين الوفد التركي حيث قالت في بيان على صفحتها الرسمية بفيسبوك، إن المباحثات تناولت مستجدات الأوضاع في ليبيا، كما تطرقت إلى مجالات التعاون العسكري والأمني وبرامج بناء القدرات الأمنية والدفاعية في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين سلطة الوفاق وأنقرة في شهر نوفمبر 2019، إضافة إلى آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين.
زيارة مقر التدريب العسكري
وكانت زيارة آكار إلى ليبيا قد ضمت وفدًا رفيع المستوى، من ضمنه رئيس الأركان العامة الفريق أول ياشار غولار والسفير التركي لدى ليبيا السيد سرحان أكسن وعددًا من القيادات العسكرية التركية.
وحضر المحادثات عن الجانب الليبي كل من وزير الداخلية السيد فتحي باشاغا ووكيل وزارة الدفاع إصلاح الدين النمروش ورئيس الأركان العامة الفريق محمد الشريف وآمر غرفة العمليات المشتركة اللواء أسامة الجويلي.
وعقب اللقاء توجه آكار وغولر إلى زيارة مقر التدريب والتعاون العسكري والأمني الذي جرى تشكيله في إطار مذكرة التفاهم.
استنكار بريطاني
وبينما تتمسك تركيا بدعمها عسكري لحكوم السراج وإرسال آلاف المرتزقة السوريين إلى ليبيا، أعربت السفارة البريطانية لدى ليبيا السبت، عن قلقها من التقارير التي تتحدث عن “تدخل المرتزقة الأجانب” في قطاع النفط الليبي.
وقالت السفارة البرطانية في ليبيا أن “هناك تقارير مُقلقة حول تدخل المرتزقة الأجانب، في حقل نفط الشرارة”، مشيرة أن “عسكرة قطاع الطاقة الليبي أمر غير مقبول ويُهدد بالمزيد من الضرر”.
ودعت السفارة “جميع الأطراف إلى المشاركة الفعالة في الحوار السياسي بقيادة الأمم المتحدة”، مؤكدة أن “التدخل الأجنبي يعمل على تقويض هذه الجهود”.