سد النهضة .. تصريحات إثيوبيا تثير الغضب المصري

سد النهضة الإثيوبي / Voice of America
0

أثارت تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي غيدو أندرغاشيو أمس الثلاثاء، التي قال فيها إن بلاده ستبدأ في التعبئة الأولية لخزان سد النهضة بعد أربعة أشهر من الآن و”لن تتمكن أي قوة من منع إكمال بناء السد”، أثارت غضب الشارع المصري سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وطالب كثير منهم السلطات المصرية بالانسحاب من المفاوضات وحماية مصالحها، حتى لو اضطرت مصر لدخول حرب مع إثيوبيا.

ودأبت البيانات الصادرة عن الجهات الرسمية المصرية على تأكيد الالتزام بالحل الدبلوماسي والمسار التفاوضي من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة ، حيث تعتمد مصر على النيل لتأمين 95% من حاجاتها المائية.

تصريحات إثيوبيا

وكان وزير الخارجية الإثيوبي، غيتداحشو أندراغو، أعلن الثلاثاء، أن بلاده ستبدأ في ملء سد النهضة اعتبارا من يوليو المقبل. وقال في مؤتمر صحافي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بمشاركة وزير الري والموارد المائية، إن بلاده ستبدأ في التعبئة الأولية لخزان سد النهضة بعد 4 شهور من الآن، مضيفاً أن “الأرض أرضنا والمياه مياهنا والمال الذي يبنى به سد النهضة مالنا ولا قوة يمكنها منعنا من بنائه”.

ليعتبر الشارع المصري تلك التصريحات بمثابة التهديد الحقيقي لحصة مصر في مياه النيل، لتتوالي تباعًا ردود الأفعال المصرية عبر الشبكات الاجتماعية الرافضة لتلك التصريحات، والمطالبة للحكومة المصرية بالانسحاب من المفاوضات وحماية مصالحها، حتى لو اضطرت مصر لدخول حرب مع إثيوبيا.

دونالد ترامب على الخط

وأجرى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اتصالًا هاتفيًا بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عقب ساعات قليلة من تصريحات إثيوبيا ، حيث تم التباحث وتبادل وجهات النظر بشأن آخر تطورات ملف سد النهضة.

وذكر السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة مصر، أن الرئيس الأميركي أعرب عن تقديره لقيام مصر بالتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق الذي أسفرت عنه جولات المفاوضات حول سد النهضة بواشنطن خلال الأشهر الماضية، باعتباره اتفاقاً شاملاً وعادلاً ومتوازناً، مؤكداً أن ذلك يدل على حسن النية وتوفر الإرادة السياسية الصادقة والبناءة لدى مصر.

انسحاب إثيوبيا

وكان من المنتظر أن توقع الدول الثلاث على اتفاق في واشنطن الأسبوع الماضي بشأن ملء وتشغيل سد النهضة -الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار- لكن أديس أبابا تخلفت عن الاجتماع ووقعت القاهرة فقط عليه بالأحرف الأولى.

وتقول مصر إن من شأن تشغيل سد النهضة وملء خزانه دون التوصل إلى اتفاق نهائي أن يقلصا إمداداتها من النيل الذي يوفر 90% من المياه التي تحتاج إليها للشرب والري.

في المقابل، تنفي إثيوبيا نيتها المساس بحصة مصر من مياه النيل، وتؤكد على أهمية المشروع لتنمية اقتصادها، حيث إن السد -الذي يتوقع أن تنتهي أعماله عام 2021- سيلبي حاجتها من الكهرباء.

شد وجذب

شهدت المباحثات 9 سنوات كاملة من المفاوضات الماراثونية بين الدول الثلاث شهدت عمليات شد وجذب وتوتر وتهدئة، ووساطات دولية للوصول لصيغة توافقية تحفظ مصالح الدول الثلاث وحقوقها المائية.

وفي تقرير رصد الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، ورئيس قسم الموارد المائية بمعهد البحوث الإفريقية، تفاصيل مفاوضات سد النهضة خلال السنوات التسع.

وقال شراقي إن المفاوضات بدأت في العام 2011 وعقب اندلاع ثورة يناير حيث رصدت مصر بدء قيام السلطات الإثيوبية ببناء سد النهضة، وكان اسمه مغايرا حيث أطلق عليه في البداية اسم أكس، ثم الألفية، ثم تحول فيما بعد إلى سد النهضة .

وكانت واشنطن أعلنت في 23 أكتوبر 2019، حرصها على كسر جمود مفاوضات سد النهضة، وترحيبها بعقد لاجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث في السادس من نوفمبر 2019، بالعاصمة الأميركية، وسارت المفاوضات برعاية أميركية وبحضور البنك الدولي، إلا أن إثيوبيا أعلنت في آخر اللحظات انسحابها من مفاوضات واشنطون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.