سد النهضة.. فتح البوابات العلوية تُثير قلق السودان
بدأت مخاوف السودان من تداعيات فتح إثيوبيا للبوابات العليا في سد النهضة في خطوة تمهيدية لعملية الملء الثانية، فما هي تأثيرات تلك العملية على السودان ومياهه.
ويأتي فتح البوابات العلوية لسد النهضة عند مستوى منسوب 540، بحسب مصدر مطلع على أعمال البناء، بهدف تخفيض منسوب المياه تحضيراً لعمليات صب الخرسانة وزيادة ارتفاع السد إلى مستوى قد يصل إلى 595 مترا، وفق مخططات إثيوبيا تمهيدا للبدء في الملء الثاني لبحيرة السد خلال الشهرين القادمين، بحسب سكاي نيوز عربية.
ويعود سبب القلق السوداني من عملية الملء الثاني لسد النهضة بسبب عدم وجود آلية واضحة لتبادل البيانات بين البلدان الثلاث مصر إثيوبيا والسودان.
الأمر الذي سيؤدي إلى أذية سد الروصيرص السوداني الذي يبعد 100 كيلومتر عن السد الإثيوبي، ومن الممكن أن يتسبب في نقص حاد في مياه الشرب كما حدث العام الفائت حينما أقدمت إثيوبيا وبشكل مفاجئ على الملء الأول لبحيرة سد النهضة بمقدار 4.9 مليار متر مكعب.
خبير في السدود أكد أن الإجراء الإثيوبي الأخير وفتحه البوابات سيسمح للسودان بتخزين المياه التي تم إطلاقها في سد الروصيرص، لإعادة ضخها وقت حاجة السودان إليها في توليد الكهرباء.
وكانت قد دعت مصر قبل يومين، روسيا إلى الضغط على إثيوبيا للامتناع عن اتخاذ إجراءات أحادية بشأن سد النهضة، وذلك خلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للقاهرة، فيما قالت إثيوبيا إنها عالجت جميع مخاوف السودان، وإن مصر لم تعترف بما وصفته بالسخاء الإثيوبي.
وصرحت الرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل يوم الاثنين الفائت، وزير الخارجية الروسي وبحث معه عددا من الموضوعات المهمة، على رأسها قضية سد النهضة والوضع في ليبيا.
وشدد عبد الفتاح السيسي على أن عدم حل هذه القضية من شأنه أن يؤثر سلبا على أمن واستقرار المنطقة بالكامل.
وفي المقابل أكد لافروف رفض بلاده المساس بالحقوق المائية التاريخية لمصر في مياه النيل ورفض الإجراءات الأحادية في هذا الصدد، معربا عن تطلع بلاده للتوصل إلى حل يحقق مصالح كافة الأطراف من خلال المفاوضات في أقرب وقت ممكن، وفقا لبيان الرئاسة المصرية.
بدوره، أكد لافروف على ضرورة التوصل إلى اتفاق لحل أزمة سد النهضة بما يحفظ مصالح كل من مصر والسودان وإثيوبيا، وقال إن موسكو ترى أهمية كبرى لدور الاتحاد الأفريقي في هذا الشأن.