سياط الانتقاد تحاصر وزير الصحة السوداني.. وعدم الالتزام بالحجر يزيد من انتشار المرض
لم يكن وزير الصحة السوداني أكرم التوم قادراً على تمالك نفسه وهو يتحدث عن أنتشار فيروس كورونا أو ما يعرف بكوفيد 19 في السودان في مؤتمر صحفي بالوزارة أمس الأول، وسبب الحديث الكثير من الضجة على وسائل التواصل الاجتماعي في السودان وخارجه .
تنبيه وتحذير
ونبه وزير الصحة السوداني، في مؤتمر صحفي، مواطنيه لعدم التزامهم بإجراءات الحجر المنزلي، بعد ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس في بلاده خلال 24 ساعة بشكل كبير .
كما حذر الوزير من أن كمية المستلزمات الطبية المتوفرة في البلاد في القت الحالي قد شارفت على الانتها وأنها تكفي لمدة أسبوعين فقط، ما يعني بأن الأمر سوف يكون خارج السيطرة إن لم يقم المواطنون بالألتزام بالحجر الصحي والبقاء في المانزل .
وأردف: “كورونا ليس له علاج، كل ما يمكن تقديمه للمواطن إذا شعر بضيق تنفس، هو دواء البنادول والمحاليل بالإضافة لمضخات الأكسجين، أما إذا تدهورت حالته فسيكون مصيره الموت”، وعبر الوزير عن ذلك بلهجة عامية سودانية، إذ قال: “باختصار، لو ضاقت عليك بتموت” .
انتقادات كبيرة
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي عقب حديث الوزير بالعديد من ردود الأفعال المتضاربة إذ يراه البعض محقاً لما قاله، في حين أن البعض يذهب إلى أن الوزير بالغ في ردة فعله تجاه ما يحدث في الشارع السوداني .
ومنذ بدء تفشي فيروس كورونا في جمهورية الصين وانتشاره في بقية أنحاء العالم مطلع العام الجاري 2020 ظلت كاميرات القنوات التلفزيونية والوسائط الإعلامية مصوبة نحو وزراء الصحة أو المتحدثون باسم الحكومات في الدول المختلفة للتعرف على أرقام الإصابات والإجراءات التي تتخذ هنا وهناك للتصدي للفيروس، ومساندة الدول التي تحتاج إلى العون والمساندة .
إن الكلمات البسيطة، التي تحدث بها الوزير السوداني أكرم التوم استحوذت على اهتمام كبير وانتشر صداها في وسائط الإعلام العربية بشكل واسع وتصدرت “الترند” على تويتر لعدة ساعات .
صراحة كبيرة وأسلوب صائب
واعتبر عدد من الأطباء والإعلاميون في السودان بأن الصراحة الشديدة التي تحدث بها الوزير السوداني تعبر عن انعكاس طبيعي للوضع الذي يحدث .
كما أن المخاوف كبيرة من عدم التزام بعض سكان الخرطوم والمدن الأخرى بإجراءات الإغلاق الجزئي إضافة إلى النقص الكبير في التجهيزات والأدوات اللازمة للتصدي للمرض بجانب حماية الكوادر الصحية العاملة في البلاد .
إن الأسلوب الذي تحدث به أكرم التوم في بداية الجائحة في البلاد كان لتكوين رأي عام صائب، حيث استخدم الاستمالات العاطفية لإقناع الناس بالالتزام بالبروتوكول الموضوع عندما قال إننا قدرنا على إزالة دكتاتور وقصد بذلك مخاطبة عواطف الشعب في المرحلة الأولى .
وقبل يومين استخدم استمالات التخويف عندما علم أن الشعب غير مكترث بالخطر وكلا الأسلوبين علمي باعتبار أن الوزير يعلم شخصية السودانين .