شرق السودان يخطو نحو تقرير المصير
في نهاية عام 2019، خرجت تظاهرات كبيرة في شرق السودان، وخصوصاً مدينة كسلا، رفعت مطلب حق تقرير المصير للإقليم، في أول مطالب بالانفصال عن السودان في ظل الحكومة الانتقالية التي تضع على رأس أولوياتها ملف السلام وإنهاء الصراعات المسلحة.وتجمع القوى المؤثرة في شرق السودان على وجود تهميش حاد للمنطقة، إلا أنها تختلف حول المطالبة بحق تقرير المصير.وفي 21 فبراير الماضي، توصل مجلس السيادة الانتقالي إلى اتفاق مع “مؤتمر البجا”، وتم التوقيع على اتفاق “مسار شرق السودان” لإنهاء مشكلة التهميش السياسي والاقتصادي لشرق السودان.ونص الاتفاق على تخصيص 30% من المناصب لكل من “مؤتمر البجا”، و”الجبهة الشعبية”، لتمثيلهما على المستويين التشريعي والتنفيذي في ولايات الشرق الثلاث.إلى جانب أحداث الاقتتال الأهلي التي بدأت في يونيو 2019.ونصّ الاتفاق أيضاً على تفعيل مبدأ التمييز الإيجابي الذي ينحاز إلى المواطنين الأكثر تضرراً وتهميشاً في مجالات التنمية، إلى جانب إعادة هيكلة صندوق إعمار شرق السودان، وكذلك إقامة مؤتمر جامع لأهل الشرق في إحدى ولايات شرق السودان، يضم كل القوى السياسية والمدنية والأهلية لاستكمال مستحقات السلام ، كما أعلن “نظارات البجا” رفضه لدعوة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، التي تلقوها عبر رئيس وفد الوساطة، إلى عقد مؤتمر جامع يضم كل أهل الشرق لمناقشة قضاياهم ، وان يتجه إلى حق تقرير المصير بمرجعية مقررات مؤتمر سنكات وفقاً للمواثيق الدولية”، وجدد البيان التأكيد على أن يتم “إلغاء مسار الشرق والتأسيس لمنبر تفاوضي جامع لأهل الشرق كلهم لا يستثني أحداً”.