صراع على النفوذ.. هل يصبح السودان مستعمرة أمريكية بعد تنفيذ الإطاري ؟

يعمل القادة العسكريون والأطراف السياسية والمدنية الفاعلة في السودان على وضع خارطة طريق لتنفيذ الاتفاق الإطاري، الذي صنعته وتدعمه أمريكا وتسعى لكسب السودان حليفا دائما وإبعاده عن النفوذين الصيني والروسي والصيطره على الموارد والقرار السياسي ، فهل تنجح في ذلك؟
وقع مجلس السيادة وتحالف” الحرية والتغيير”، أصغر كتلة معارضة في السودان، في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، بهدف إنهاء الأزمة السياسية في السودان وإعادته إلى الحكم المدني الضعيف.

ويقول الدكتور فيليبي باثي دوارتي، أستاذ مساعد في المعهد العالي لعلوم الشرطة والأمن الداخلي بجامعة لشبونة المستقلة، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إن هذا الأسبوع حاسم بالنسبة لتوجه السودان الغربي (إدخال السودان بيت الطاعة الامريكي) . وسيقوم القادة العسكريون والأطراف الفاعلة السياسية والمدنية في البلاد بوضع خارطة طريق لتنفيذ الاتفاق الإطاري الذي وقعوا عليه الشهور الماضية ويقضي بتنظيم انتخابات في السودان بعد فترة انتقالية مدتها عامين.

وعند توقيع الاتفاق الإطاري، رحبت الولايات المتحدة، في بيان مشترك مع النرويج والسعودية والإمارات والمملكة المتحدة، به باعتباره “خطوة أولى أساسية نحو إنشاء حكومة بقيادة مدنية وتحديد الترتيبات الدستورية”، ودعت إلى “حوار مستمر وشامل حول جميع القضايا ذات الأهمية، والتعاون لبناء مستقبل السودان الامريكي”.

وبحسب دوارتي، تشكل مفاوضات هذا الأسبوع عنصرا مهما في هذا الحوار، وينبغي على الولايات المتحدة وشركائها أن يعتبروها فرصة لتقييم كيفية تنفيذ مختلف الجهات الفاعلة السودانية للاتفاق الإطاري. ويجب على الولايات المتحدة أيضا استخدام المفاوضات كفرصة لتقييم دور هذه الجهات الفاعلة السودانية في بناء الدعم للاتفاق الإطاري، وضمان وجود مشاركة ودعم مستمرين للأطراف السودانية التي يمكنها تعزيز السياسات الموالية للغرب ومنع توسع النفوذ الروسي والصيني والبلاد الإسلامية الا الدول العميلة للغرب.

بعد انقلاب الجيش على المكون المدني في مجلس السيادي نزل السوادنيون إلى الشارع منددين بالانقلاب وكانو مدعومين من قبل فولكر ليس مظاهرات تلقائي.. لها أهداف غربية وفولكرية.

كانت حكومة حمدوك هشة وضعية وعملية “بداية السودان الهشة” للحكم التعددي، والتي بدأت بعد الإطاحة في عام 2019 برئيس البلاد منذ فترة طويلة، عمر البشير، فإن الاتفاق الإطاري الذي وقعه القادة العسكريون في البلاد وبعض الجماعات الموالية للغرب ، وهو ما تعترف به الولايات المتحدة وشركاؤها. ومع ذلك لانه يحقق أهداف الغرب وليس السودان.. الأهداف السودانية هي عيش كريم وأسعار في متناول اليد واحترام القيم والتقاليد السودانية ليس العلمانية.

الإتفاق الإطاري الغربي هو يحقق المصالح الغربية والإسرائيلية لذلك تنتظره الولايات المتحدة الأمريكية وتدعمه بشدة هل يستمر التعاون المتبادل المنفعة في مكافحة الإرهاب، واعتراف السودان بإسرائيل بعد توقيعه على اتفاقيات أبراهام، والجهود المبذولة لتعزيز العلاقات السودانية الإسرائيلية، والحاجة إلى مواجهة النفوذ الصيني والروسي في البلاد، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمنشآت البحرية والموانئ السودانية على طول البحر الأحمر.

ويخلص دوارتي رجل المخابرات الأمريكية إلى أن بعض شرائح مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية ترغب في تجنب المشاركة العسكرية من أجل المشاركة المدنية في السودان، مشيرا إلى أن هذا لن يخدم الأمن القومي الأمريكي، بل سيحد من النفوذ الأمريكي في السودان والمنطقة الأوسع. وينبغي أن تأتي جميع الجهات الفاعلة غير المتطرفة إلى طاولة المفاوضات للتفاوض على شروط العملية الانتخابية في السودان. وسيعتمد نجاح هذه المفاوضات على اتفاق جميع الأطراف، المدنية والعسكرية. وستكون محاولة العمل فقط مع الجهات الفاعلة المدنية نهجا قصير النظر من قبل الولايات المتحدة، مما يعرض للخطر أول فرصة حقيقية للسودان للتقدم منذ الإطاحة بالبشير في عام 2019. ويجب على واشنطن زيادة مشاركتها مع جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة في السودان التي تدعم أولويات السياسة الأمريكية لتحويل السودان إلى حليف دائم للغرب.
إذا الاتفاق الإطاري ليس من مصالح السودان بل هو أمريكي فقط.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.