صفاء الفحل تكتب: دولة الدجل

دعوة غريبة تصدرت نشرة اخبار قناة الخرطوم (الفضائية) اطلقها شيخ خلوة اسمع به لأول مرة اسمه ابوبكر عبدالله وقد عرفت بعد ذلك بانه عقيد في جهاز الأمن من خلال مؤتمر صحفي بأن نسلم حكم البلاد لـ(شيوخ الخلاوي) ليعيدوا إليها الأمن والاستقرار والرفاهية عن طريق الدعوات الصالحات والصلوات والتسبيح وان أولياء الله الصالحين قادرين علي بسط العدل في هذه الدولة التي ملأها العسكر والجنجويد والكيزان جورا ونسى شعبها الله فانزل عليهم سخطه..
ونحن نؤمن ان لا اعتراض علي حكم الله ولكن من المؤسف ان يقول الخبر بأن أولياء الله الصالحين سيرفعون مذكرة الي قائد المجلس العسكري (البرهان) لا ليسالوه عن قتل وسفك دماء الشباب واغتصاب الحرائر بل ليقترحوا عليه تكوين حكومة من مجموعة من هؤلاء (الصالحين) بقيادته لتخرج البلاد الي بر الأمان ولم يذكر التصريح كيف سيتم الأغتسال من برك الدماء والارواح الطاهرة التي يخوض فيها قبل تكوين حكومتهم المقترحة..
مبادرة الاستغفار التي خرج بها شيخ الخلوة ابوبكر ليس بالجديدة في خط سلسلة الدجل والشعوذة الذي ظل يتبناها النظام المخلوع في المتاجرة بالروح الايمانية للمواطن السوداني البسيط فقد سبقتها رؤي واحلام لبعض الارزقية عن مشاهدة البرهان كـ(حصان طائر) او البشير ونافع وهم يرفلون في اجنحة الملائكة وغيرها من (الخزعبلات) التي يسعي البعض من خلالها لنيل حظوة او تصديق لقطعة ارض وكانت خلال العهد الكيزاني مفتاح ارتقي من خلاله بعض الارزقية الي مراتب لم يكونوا اهلا لها
مايطلبه كل السودان من هؤلاء الشيوخ المزعومين ان كانت لديهم (بركات) حقا رغم ما نتابعه من اغتصابات لطلاب الخلاوي ودجل وشعوذة هو دعواتهم بأن يخسف الله بالمتسلطين الآن على رقابنا ومن يشايعهم من الكيزان وارهابيي الحركات المسلحة وان يدمر مخططاتهم الخبيثة ويحمي شباب السودان من سوء نواياهم وان يفتح علي البلاد بحاكم عادل بعيدا عنهم …
العالم يتطور من حولنا ومازلنا نحن نمارس ( الاستعباط) باسم الدين الحنيف ومازالت الدولة تشجع هذا النوع من الدجل بالمناصب والهدايا وسيظل الشباب الثوار يخرجون كل صباح حتي ينبلج صباح الدين الحقيقي بعيدا عن هؤلاء الدجالين الارزقية وبعيدا عن الذين يركبون الدين مطية للوصول الي مكاسب دنيوية رخيصة وستظل ثورة الوعي مستمر حتي ننتزع الوطن من بين ايديهم سليما معافي من ادرانهم..
الثورة مستمرة

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.