صلاة التراويح .. عبادة سيفتقدها الفلسطينيون في رمضان
قال قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، أمس الأربعاء، إن صلاة التراويح خلال شهر رمضان المقبل ستقام في البيوت، بسبب إغلاق المساجد وتوقف الحركة في كافة مناحي الحياة، ضمن تدابير منع تفشي جائحة كورونا.
وتوقف الفلسطينيين منذ أكثر من شهر عن أداء الصلوات في المساجد، بما فيها صلاة الجمعة، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي وباء كورونا، وهاهو شهر رمضان يطرق الأبواب وسيجد الفلسطينيون أنفسهم مجبرين على أداء صلاة التراويح داخل منازلهم.
مرارة كبيرة
“أشعر بمرارة كبيرة منذ حظر صلوات الجماعة، لم أعتد على الصلاة في المنزل منذ سنوات طويلة إلا في حالة المرض”، بهذه الكلمات تحدث أحد سكان قطاع غزة، ويدعى محمد صيام، وهو في منتصف السبيعنات من العمر.
ويضيف صيام في حديثه لصحيفة (القدس العربي) للأنباء، بأن هنالك طقوس دينية كان يؤديها في شهرر مضان في المسجد، وسيكون من الصعب عليه تأديتها في مكان آخر.
وويشدد على أنه كان يذهب قبيل صلاة الظهر إلى المسجد، ليؤدي هناك الصلاة، وينتظر في المسجد برفقة عدد من أقرانه من كبار السن والعديد من الشبان، يقرأون القرآن، حتى موعد صلاة العصر، ليؤدوا الصلاة جماعة، ومن ثم يعود لتلاوة القرآن بعد الاستماع لدرس ديني، حتى ما قبل رفع آذان المغرب بساعة تقريبا، ليعود لمنزله، للإفطار مع أسرته الكبيرة، التي تضم الأبناء والأحفاد.
طقوس دينية مفتقدة
ويشارك الكثير من المواطنين في المناطق الفلسطينية كما في الدول الإسلامية هذا المسن في طقوسه، كما يستذكرون أيضا صلاة التراويح التي تؤدى جماعة في كافة المساجد بعد أداء صلاة العشاء، والتي كان خلالها المصلون يملأون المساجد وبعضهم يفترش الشوارع القريبة، من شدة الازدحام.
وهي عبادات تأكد غيابها حتى اللحظة عن المناطق الفلسطينية، والعديد من الدول العربية والإسلامية، في إطار الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشار فيروس “كورونا”، حيث تشمل تلك الإجراءات منع التجمع والازدحام، خاصة وأن المرض ينتقل عن طريق الهواء والمصافحة.
أسوة بالنبي محمد
وكان مفتي فلسطين والديار المقدسة الشيخ محمد حسين، أعلن أن صلاة التراويح ستكون في المنازل، وأن تحري هلال شهر رمضان المبارك، سيتقصر على جهات الاختصاص، مشيرا إلى أن اعادة فتح المساجد مرتبط بانتهاء أزمة “كورونا”.
وشدد على ضرورة أن يلتزم المواطنون بالصلاة في منازلهم، حفاظا على سلامتهم، وأكد أن التزام المنازل هو “حفظ للصحة وطاعة لهدي النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في الحجر الصحي عندما نبه المسلمين من انتشار الطاعون”.
حفظ النفس
قال قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش: “إذا كانت صلاة الجمعة وهي فرض أصبحت تُؤدى ظهرا في البيوت بسبب الخوف من انتشار عدوى فيروس كورونا القاتل، فمن باب أولى ألّا تُفتح المساجد لصلاة التراويح وهي سُنّة لنفس السبب”.
وأشار إلى أن حفظ النفس الإنسانية مما قد يضر بحياتها هو أحد أهم مقاصد الإسلام، وهو أحد الضرورات الخمس التي بُنيت عليها كل أحكام الشريعة الإسلامية.
وأكد الهباش أن قرار إغلاق المساجد في فلسطين يجب أن يستمر، وسيستمر بإذن الله، خلال شهر رمضان المبارك حفاظا على المجتمع وحفظا للأرواح، داعيا المواطنين للالتزام بالتعليمات الصادرة عن أجهزة الدولة والأخذ بأسباب الوقاية.
إجراءات احترازية
وأصدرت السلطات الحكومية في قطاع غزة منتصق شهر مارس الماضي، قرارًا يقضي بإغلاق المعابر بكلا الاتجاهين واستمرار تعليق الدراسة ومنع التجمعات ضمن سلسلة إجراءات وقائية لضمان عدم انتشار الفيروس.
بدورها كشفت وزارة الداخلية في قطاع غزة ، بدء تنفيذ الدرجة الثانية من خطة الطوارئ لمواجهة فيروس بعد اكتشاف حالتين إصابة خلال الأيام الماضية.