طاولة سودانية مستديرة لدراسة الوضع المتعلق بملء سد النهضة
عقدت في العاصمة السودانية الخرطوم يوم الأحد الموافق 18 يوليو مائدة مستديرة برعاية مؤسسة بخيس البيئية حول أزمة سد النهضة الأثيوبي والتأثيرات السلبية التي من الممكن أن تنشأ عن ملء السد في مرحلته الثانية، بالاضافة الى بحث سبل حل المشكلات اعالقة وذلك من أجل التوصل لاتفاق ثابت وجيد على المدى الطويل يرضي كل من مصر والسودان وأثيوبيا وينهي الخلافات كافة بشأن السد.
وقد شارك في هذه المائدة عدد من الخبراء المختصين، على رأسهم الدكتور في الاقتصاد والقانون الدولي تاج الدين نعيمة ومدير منظمة البيئة والتنمية عبد الله إبراهيم والبروفيسور صلاح كرناس المستشار السابق بوزارة الزراعة والخبير في الإستراتيجية الوطنية بولاية الخرطوم، وأيضاً الدكتور صلاح محمد نور المتخصص في الموارد المائية المستشار السابق بوزارة الري السودانية. وعرض كل منهم رؤيته للوضع الراهن والمشاكل والحلول كما يراها.
وتتزامن هذه المائدة المستديرة الهامة جداً مع تصريحات رئيس مؤسسة حماية القيم الوطنية الروسية مكسيم شوغالي حول المقترحات العلمية والدراسات الروسية التي أعدها الخبراء والعلماء الروس حول سد النهضة، والتي تضمن امكانية القيام بملء سد النهضة دون الإضرار بمصالح السودان ومصر المائية.
وتشير الدراسات الى ضرورة اعادة تنظيم عمل السدود المائية في السودان وتنظيم تدفق المياه عبرها، مما قد يساعد في ضمان تدفق مياه النيل حتى وان تم ملء سد النهضة في المرحلة الثانية. وأشار شوغالي الى أن كل هذه الدراسات والاقتراحات الروسية كان سبق وتم طرحها على الرئيس السابق عمر البشير والذي أخذها بعين الإعتبار، لكن ومع الأسف الحق يقال انه وبعد الثورة وسقوط البشير وضعت السلطات الجديدة الدراسات الروسية في أدراج النسيان.
وشدد صلاح محمد نور انه يجدر الاستماع لما قاله رئيس مؤسسة حماية القيم الوطينة مكسيم شوغالي حول الدراسات والتوصيات الروسية بشان سد النهضة لما فيها من حلول جيدة وطرق علمية مناسبة للحد من التأثيرات السلبية لملء السد.
وفي نهاية المطاف توصلت المائدة المستديرة التي عقدت الأحد الى عدد من الاستنتاجات الهامة وخصوصا الأخطار التي قد يواجهها السودان بحال ملء السد، ومن بين هذه الأخطار نقص كميات المياه التي يحتاجها الموسم الزراعي في السودان، مما يعني نقصاً بالمحاصيل الزراعية ككل وارتفاع أسعارها داخلياً وكذلك مشاكل التصحّر والجفاف، وفقدان الكثير من المزارعين لفرص عملهم بسبب تلاشي الأراضي الزراعية.
واقترح المشاركون إنشاء لجنة دولية لمراقبة الوضع حول سد النهضة ودعوا إثيوبيا الى الامتثال الى القوانين الدولية المتعلقة باستخدام الموارد المائية.