طبيب مزيف وعينو قوية..!!

تتوالى الفضائح، فبعد أقل من أسبوعين على ضبطِ الطبيب المُزيّف بولاية سنار، تمّ الاعلان عن إلقاء القبض على طبيبٍ آخر مُزيّف يعمل بمكنة أكبر بكثير، من مكنة مُدير مستشفى السوكي، والطبيب الجديد سادتي، ظلّ يُداوم بعددٍ من المستشفيات (الحكومية)، في ولاية الخرطوم، نعم داخل العاصمة، شفتو قوة العين دي كيف، حيثّ توجد وزارة الصحة الاتحادية، والوزارة الولائية، ليست ببعيدة من المستشفى الذي يُزاول فيه مهنة الطب (البشري) دون الحصول على أي شهادات علمية، أو حتى غير علمية من المؤسسات الرسمية، واكتشفوا (بالصدفة)، أنّ الأخ لم يكُن حديث عهدٍ بهذه المهنة المُقدسة، بل عمل طبيباً في داخل (الخرطووووم) ولعدد من السنوات.
بالتأكيد سنوات خدمته الطويلة، اكتسب بها خبرات واسعة، وذلك لممارسته العملية للمهنة، فكم يا تُرى عدد (ضحاياه) في سنواتِ عمله في المُستشفيات المُتعددة، من الواضِح أنّ الطبيب، اتكأ على شهاداته المُزوّرة باتقان، واطمأن بها، فقد تخرج من كلية الطب، وأكد وجوده في المجال بشهادة تسجيل من المجلس الطبي السوداني بشهادتين مزورتين، ولم يُكتشف تزويرهما طوال فترة عمله، ولطالما وجد بهما الطريق ممهدا، وأبواب المستشفيات مفتوحة على مصراعيها له، والسلطات الصحية والأمنية غافلة عنه، فلم لا يُمارِس هذه المهنة (الساهلة)، ولم لا يُجري العمليات إن وجد للوصول إليها سبيلا، ورُبما فعلها مرات ومرات، فالرجُل يعمل لسنوات في مستشفيات العاصمة، قبل أن يتم القبض عليه.
جاء في الخبر (إنّ الطبيب الوهمي، سجل اعترافات تفصيلية بمحاضر الشرطة، وذكر للمحققين أنه امتهن الطب منذ عدة أعوام، حيث خطا خطوته الأولى، عندما دعاه أحد أصدقائه، ويعمل طبيباً ليحل محله لحين عودته من السفر، بعدها توالت الأحداث المُثيرة، وتبدلت حياته رأساً على عقب، كما اكتشف المحققون، بعدما أفلح الطبيب الوهمي في التعاقد مع مرافق طبية إضافية، ويستمر في ممارسة المهنة، إلى أن فوجئ بإلقاء القبض عليه وإيداعه الحجز مخفوراً مع صديقه الذي أرشد عليه، حيث يواجه الاثنان لائحة اتهامات تتعلق بالاتفاق الجنائي وانتحال صفة الموظف العام والتزوير في أوراق رسمية التي تعاقب بالسجن لعدة سنوات).
لمن المُشتكى عزيزي القارئ، ولمن نتوجه بالسؤال، ومن المسؤول، ويا تُرى كم عدد زملاء الرجُل في مُستشفياتنا الأخرى، يقيني بأنّهم كُثر، وميادين الفوضى مفتوحة في زماننا هذا، لمن يُريد الدخول، ومكاتب الرقابة الادارية والصحية، انشغلت عن عملها، وانشغل أهلها بأنفسهم، وهيبة الدولة المُضاعة، استغلها البعض في اشباع أمراض نفوسهم، واتخذها عُشاق الفوضى، مطية يصلون بها إلى مُرادهم، وممارسة أوهامهم، وما من دولة غابت عنها سُلطتها، إلّا وفقدت هيبتها، واختلت موازينها.
كم من مرة سمعنا فيها، عن فُلانٍ الذي ذهب راجلاً للمستشفى، ثُم تدهورت صحته، أو غادر دُنيانا، فلم نسأل أو نُحاسب.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.