عقب إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن “الإدارة الذاتية”.. القلق المحلي والدولي يتنامى
بعد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن عن الإدارة الذاتية في محافظات الجنوب، وإعلان حالة الطوارئ في كافة محافظات الجنوب اعتبارا من منتصف ليل السبت الماضي الموافق 25 أبريل الجاري حدث الكثير من الجدل في الشارع اليمني المحلي .
قلق دولي
ودولياً أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس الثلاثاء، عن قلق الولايات المتحدة إزاء إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، المدعوم من دولة الإمارات، “الإدارة الذاتية” للمناطق الخاضعة لسيطرته .
وحذر بومبيو في الوقت نفسه من أن مثل هذه الأفعال تهدد وبشكل كبير مساعي إحياء المحادثات السياسية بين الحكومة اليمنية وجماعة “أنصار الله”(الحوثيين) .
وقال بومبيو، في بيان، بحسب ما أوردته وكالة “رويترز”، إنّ “مثل هذه التحركات أحادية الجانب لا تسهم سوى في تفاقم عدم الاستقرار في اليمن. كما أنها غير مفيدة على الأخص في وقت تتعرض فيه البلاد لخطر وباء كورونا الجديد وتهدد كذلك بتعقيد جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة لإحياء المفاوضات السياسية بين الحكومة والحوثيين” .
هدنة التحالف
وأعلن التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية عن هدنة من جانب واحد بدعوة من الأمم المتحدة للتركيز على مكافحة جائحة فيروس كورونا، إلا أنّ الحوثيين أعلنوا رفضهم الهدنة واستمر العنف في البلاد .
وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً قد حذرت من “عواقب كارثية” بعد أن أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الأحد الماضي، الإدارة الذاتية في المحافظات الجنوبية بما في ذلك عدن، المقر المؤقت للحكومة التي أطاحت بها جماعة الحوثيين من السلطة في العاصمة صنعاء، في أواخر عام 2014 .
دعوة بمومبيو
وقال بومبيو “ندعو المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة جمهورية اليمن إلى معاودة التواصل ضمن العملية السياسية المنصوص عليها في اتفاق الرياض”
وحثّ التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، أول من أمس الاثنين، المجلس الانتقالي الجنوبي على العدول عن تحركه، قائلاً إنه كان تحركاً تصعيدياً في الوقت الذي ينبغي فيه على جميع الأطراف التركيز على مواجهة فيروس كورونا.
وسعى المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات الشريكة الرئيسية للرياض، إلى الحكم الذاتي في الجنوب، حيث أنه يتهم حكومة عبد ربه منصور هادي بسوء الإدارة والفساد وهو اتهام تنفيه الحكومة مراراً وتكراراً .
الخوف من الكارثة
ورغم أن اليمن لم يسجل سوى حالة إصابة واحدة فقط بفيروس كورونا أو ما يعرف بـ “كوفيد-19″، إلا أن منظمات الإغاثة الدولية تخشى وقوع كارثة في مقبل الأيام في حال أن المرض انتشر بين السكان الذين يعانون من سوء التغذية في بلد دُمر قطاعه الصحي تماماً بسبب الحروبات المتواصلة بين الفصائل المختلفة .
ومن المتعارف عليه فإن الأمم المتحدة تحاول جاهدة عقد محادثات افتراضية بشأن الهدنة، والجهود المنسقة لمكافحة فيروس كورونا، بجانب اتخاذ إجراءات لبناء الثقة بهدف استئناف المحادثات لإنهاء الحرب التي أرهقت المواطن اليمني كثيراً .