علاقة السودان وإسرائيل.. “الشينة منكوره”

رئيس المجلس السيادي وورئيس الوزراء
0

لا يزال الغموض يكتنف العلاقة بين دولتي السودان وإسرائيل، فالضبابية حاصرت مولود العلاقة منذ نعومة اظافرها عبر المحادثات التي دشنها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بلقاءه بالرئيس الإسرائيلي بنيامين نتياهو بيوغندا.

ليستمر نكران الحكومة السودانية لأي خطوة تخطوها في طريق تعبيد الطريق مع إسرائيل. وآخر نفي للحكومة السودانية ما رشح في وسائل الاعلام المحلية، تصويت السودان لصالح إسرائيل في منصة الامم المتحدة.

الخرطوم تجدد نفيها

لتنكر مجدداً الخرطوم عبر خارجيتها ما تناولته الاجهزة الاعلامية وقالت كل ما ذكر بشأن التصويت عار من الصحة. وتابعت بالقول: إذ لم يحدث أن صوت السودان لأي مشروع قرار قدمته إسرائيل، خلال دورة الجمعية العامة الحالية أو الدورات السابقة.

الخرطوم توبخ الاعلام

ولفتت الخارجية في بيانها  إلى أنها  إذ توضح هذه الحقائق، فإنها تأمل أن تتوخى وسائل الإعلام الدقة والموضوعية فيما تنقل، ونصحت الخارجية من أخذ المعلومات من مصادرها الاصلية حول العلاقة بين السودان وإسرائيل. وفقاً لـ”تاق برس”.

فيما أنتقد مراقبون النكران الذي تمارسه الحكومة الانتقالية حيال علاقتها بتل أبيب، وأرجع المراقبون تصرف الحكومة على عدم اتفاق المكونيين داخل مجلس السيادة (العسكري- والمدني)، الأمر الذي جعل الحكومة المدنية برئاسة حمدوك تنفي على الدوام كافة المعلومات المتعلقة بالتعامل مع إسرائيل.

وتاكيداً على النفي والصمت الذي تقوم به حكومة الخرطوم، وبالأخص الزيارة التي قام بها الوفد الإسرائيلي الي الخرطوم في الأيام السابقة، لتنفي الخرطوم الثلاثاء المنصرم وجود معلومات عن زيارة وفد إسرائيلي إلى الخرطوم.

وقالت الحكومة السودانية على لسان ناطقها الرسمي وزير الثقافة والاعلام فيصل محمد صالح إنه “لا علم لمجلس الوزراء بزيارة الوفد الإسرائيلي ولا علم لنا بزيارة وفد سوداني إلى إسرائيل”.

وأضاف فيصل أن قضية التطبيع سوف يبت فيها البرلمان الانتقالي المنتظر تكوينه في مقبل الأيام، وأضاف الي أن يتم تشكيل البرلمان لا يتم أي نوع من الاتصالات بين السودان وإسرائيل.

وأردف: لم يتم التنسيق مع الحكومة من قبل إي جهة بشأن هذه الزيارة، مشددًا على عدم علمهم بتكوين الوفد، ومن هي الجهة التي دعته وقامت باستقباله.

الا أن بعض المصادر المطلعة بينت أن الوفد وصل بتنسيق من قيادات عسكرية في مجلس السيادة، وكشفت المصادر بحسب صحيفة الانتباهة الصادرة اليوم الاربعاء بان الوفد الإسرائيلي عقد (3) اجتماعات مع أعضاء عسكريين ومدنيين في مجلس السيادة، غداة زيارتة للخرطوم الإثنين الفائت.

الوفد الإسرائيلي في الحرطوم

ووفقاً للصحيفة التزمت الأجهزة الحكومية، الصمت تجاه الزيارة، حيث كشفت عن تفاصيل اجتماعات الوفد الذي أحيط بسرية مطلقة، وقالت أن الوفد عقب وصوله للخرطوم دخل في اجتماع مباشر مع عضو بمجلس السيادة الانتقالي في بيت الضيافة بالخرطوم، لم تكشف عنه الصحيفة الي الان بحسب تاق برس.

من جانبه هاجم المحلل السياسي د. خالد بكري احمد المكون العسكري بمجلس السيادة الانتقالي ووصفه بالجبان، وقال لـ”أخبار سوق عكاظ” أن العسكر بمجلس السيادة يسيطروا علي مفاصل الدولة وعلي كابينة اتخاذ القرارات المهمه، وعاب خالد  المدنيين بالمجلس صمتهم وتمريرهم للقرارات دون اعتراض يذكر.

وقال خالد أن رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك وطاقمه الوزاري لهم العذر لانهم في مقطورة القرارات المصيرية التي يسيطر عليها العساكر.

لافتاً الي أن حكومة حمدوك تتعامل بصدق فيما يلي ملف اسرائيل لانها لا تملك معلومات حقيقية ولا تعرف ما يدور في هذا الملف لذلك علي الدوام تنفي الأخبار التي تنشر في وسائل الاعلام المحلية والعالمية.

رئيس وزراء بلا صلاحيات

ودعا خالد رئيس الوزراء حمدوك بان يتعامل بقوة ونديه لملف العلاقات الإسرائيلية السودانية، حتى لا يكون رئيس وزراء بلا صلاحيات كـ”الاسد بلا انياب”.

في السياق نفسه وجد استاذ العلوم السياسية ابراهيم الطيب مبرراً لسرية المعلومات ونفي الحكومة للاخبار المتداولة في ملف العلاقات بين السودان وإسرائيل، لأن المحادثات لم تنتهي بعد، فضلاً علي أن هناك قطاع كبير من السياسيين والمواطنيين ضد التطبيع جملة وتفصيلا.

وقال الطيب لـ”أخبار سوق عكاظ” أن الشارع السوداني منقسم الي فريقين فريق مع التطبيع وداعم له والاخر ضده، وكلا الفريقين لهما دوافعه التي يستند عليها.

لافتاً الي أن الوضع حالياً لا يسمح بالتعامل بطريقة طبيعية لا سيما وأن سقف الحريات ارتفع اكثر مما كان عليه في النظام السابق الأمر الذي يجعل كل معترض يعبر عن رائيه، لا سيما وان السودان في حالة تخلَق وبنيان.

وتابع بالقول: عندما ترسى سفينة الاتفاق بين الدولتين سيتغير الحال من السر الي العلن وستكون الخرطوم هي من تبادر باعلان ما يجري بين الدولتين.

 لان في كل مرة إسرائيل تعلن عن ما يستحدث في علاقتها مع الخرطوم، حيث قالت يتوجه وفد إسرائيلي إلى السودان من أجل استكمال تطبيع العلاقات بين البلدين “السودان وإسرائيل.

وأكدت إسرائيل من خلال راديو الجيش الإسرائيلي أنها قامت بإرسال وفداً إلى السودان اليوم، وذلك بعد الاتفاق الذي حدث في الـ23 من أكتوبر لإقامة علاقات بين البلدين.

وفي اكتوبر الماضي توصل دولتي السودان وإسرائيل، إلى اتفاق مبدئي لوقف العدائيات، وبدء خطوات تدريجية لتطبيع العلاقات بينهما، موضحة حدوث ذلك بوساطة أمريكية.

يذكر أن خطوة التطبيع بين السودان وإسرائيل احتفت بها الاخيرة اكثر من السودانيين، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق يمثل “اختراقا دراماتيكيا للسلام” وبداية “حقبة جديدة”. بعكس قيادات الحكومة الانتقالية التي كانت تصريحاتهم شحيحة وخجولة.

اللاءات الثلاثة

وبالرجوع للوراء نجد أن السودان استضاف عام 1967 مؤتمر “اللاءات” الثلاثة الشهير المناهض للتطبيع مع إسرائيل.

عندما أقسمت جامعة الدول العربية، في اجتماعها في العاصمة الخرطوم، بأن (لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، لا مفاوضات معها)، ويعتبر السودان من الدول الاكثر عداء لإسرائيل سوا من الجانب الرسمي او الشعبي.

الأمر الذي جعل المراقبون يرون أن إسرائيل هي من كسبت لاسيما وأنها تحتاج الى المكسب المعنوي اكثر من اي شي آخر. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.