عودة امبراطورية قوش

التغير الذي حدث بالسودان في ثورة ديسمبر  كان دافعه بصورة اقوي اقتصادي . حيث اصاب المواطنين الضنك وهم يرون بأم أعينهم تمتع كوادر وقيادات الكيزان وهم يرفلون بنعم ورفاهية منقطعة النظير .
التغير كان ضخما حيث توحدت كل او غالب القوي السياسية والحركات المسلحة المعارضة لنظام الإنقاذ في خندق واحد بغية أحداث التغير المنشود .
خروج الحشود بالشارع من كافة أطياف المجتمع السوداني السياسية منها والاجتماعية والدينية .
فكان حضورا في ساحات الثوار قيادات اسلامية عارضت نظام الإنقاذ من حزب الإصلاح الان بقيادة غازي صلاح الدين فقد كان حضورا حسن رزق . وقادات اسلامية كمل في حزب المؤتمر الشعبي وغيرهم .

بالإضافة للتوافق الكبير من الشعب لاسقاط النظام كان المؤتمر الوطني يعج بالاشكالات التي أحدثت شروخا بالغة في امتعاط بعض القيادات بالمؤتمر الوطني من اعتزام   البشير ترشيح نفسه للانتخابات القادمة . رغم الاعتراض الكبير .
الكثير من الاشكالات بحزب المؤتمر الوطني ومنها اتهام الفريق أمن صلاح قوش بمحاولة انقلابية وايداعه غياهب السجون . جعل منه حاملا لنظام المؤتمر الوطني حقدا بالغا.

تحدث كثير من القيادات السياسية في الفلم الوثائقي كشهود علي التغير وعلي رأسهم الصادق المهدي.
وتحدث الكثير عن دور قوش في  فتح المسارات للثوار لدخول ساحة  القيادة العامة  .
واللجنة الأمنية بقيادة صلاح قوش والبرهان وحميدتي كان دورهم واضحا . والجميع يذكر تصريحات السياسين التي كانت تثني علي حميدتي في مخالفة تعليمات البشير في قمع الثوار بالقيادة العامة بل وتوعد كل من يقترب من ساحة الثوار بالقيادة العامة .

معروف ان صلاح قوش كان موجودا حرا طليقا عندما تم الاتفاق بين المكونين المدني والعسكري . ونتذكر كيف قامت قوة الحماية الخاصة يمنع من جاء لاعتقاله . حتي خرج من السودان .
ولا احد تحدث عنه ولا  عن دوره بعدها . ولكن مجرد السكون عن رجل المخابرات الاقوى في نظام الإنقاذ من قبل جميع المكونات يوضح حقيقة الاعتراف بدوره في التغيير .

ظهور قوش من القاهرة مرحبا ببعثة فريق المريخ كأنها بداية إعادة استلام زمام المبادرة . مما يفيد أن قوش قام ومن معه من السياسيين (اسلاميين وغيرهم) باحداث التغيير   وانسحبوا من المشهد ليتوهم غيرهم انهم أصحاب الثورة . ومحاولة اقناع المواطنين بانهم الثوار الحقيقين . وهم حقيقة كانوا أدوات في يد قوش .  ومعروف عند قحت المجموعة منهم التي تسمي (اولاد قوش) .
وقد يعتقد أن الملفات التي انجزتها لجنة إزالة التمكين هي ملفات قوش التي كانت تعرف بالقطط السمان في وقت البشير . وعجز البشير وقتها من محاسبتهم .

قالت وسائل إعلام محلية في السودان الخميس، إن النيابة العامة السودانية شرعت في اتخاذ إجراءات تعميم نشرة حمراء عبر الشرطة الدولية (الإنتربول) للقبض على مدير جهاز الأمن والمخابرات الأسبق صلاح عبد الله الشهير بـ ”صلاح قوش“ إثر بلاغات تتصل بتخريب الاقتصاد واستغلال النفوذ.

وجاءت الخطوة بعد ساعات من إلقاء القبض على المدير العام لشركة تاركو للطيران، سعد بابكر وإيداعه الحبس بقرار من لجنة كوّنها النائب العام للتحقيق في مخالفات الشركة المثيرة للجدل وعلاقة قوش بتداعيات ملف الشركة.

وقالت مصادر مطلعة إن مقر النيابة العامة شهد الخميس تحقيقا مطولا امتد لأكثر من 4 ساعات بشأن تداعيات ملف شركة (تاركو) للطيران بعد القبض على مديرها العام وإيداعه الحبس.

واعتبرت النيابة صلاح قوش متهما أولا في البلاغ المدون تحت الرقم 246 (2018) بمعية ثلاثة آخرين بعد استغلاله نفوذه خلال توليه مهام المخابرات لإرغام المالك السابق للشركة فضل محمد خير على دفع 50 مليون دولار كتسوية لإنهاء احتجازه والسيطرة على شركة تاركو لصالح الملاك الحاليين.

وقالت المصادر إن صلاح قوش يتواجد في العاصمة المصرية القاهرة حاليا، وأضافت أن ”اللجنة شرعت في اتخاذ إجراءات بتعميم النشرة الحمراء للقبض عليه عبر الشرطة الدولية -الإنتربول”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.