غياب الإجراءات الصحية في اليمن.. خطر يهدد سكان صنعاء
يستمر غياب الإجراءات الصحية في اليمن في الأسابيع القليلة الماضية لا سيما مع انتشار فيروس كورونا المستجد أو ما يعرف بكوفيد 19، وسعى كل بلد للتعامل مع الفيروس حسب طريقته وقدراته .
بائعي كمامات
ومن هؤلاء تلاميذ مدارس العاصمة اليمنية صنعاء الذين تحوّلوا إلى بائعي كمامات تزامناً مع بدء التحضيرات لمواجهة الفيروس بموازاة توقيف الدراسة كإجراء احترازي في البلاد .
وباتت القيمة المالية للتعقيم باهظة الكلفة، إذ ارتفع سعر برميل محلول الميثانول المستخدم كمادة كحولية معقمة تدخل في تركيبة مستحضرات التعقيم والتطهير اللازمة لمواجهة كورونا في أسبوع واحد من 200 دولار أميركي إلى 1400 دولار .
موسم للأرباح وللسخرية
وأصبحت صناعة المطهّرات في اليمن مصدراً مدراً للأرباح الخيالية، فقفزت أسعار المعقمات والكمامات إلى أكثر من خمسة أضعاف سعرها في فبراير الماضي .
وبالتالي كحال العديد من البلدان العربية تحول فيروس كورونا إلى موضوع للتوظيف السياسي والمالي، وأيضاً للسخرية وترويج الإشاعات عن الأدوية الواقية منه من قبل بعض رجال الدين، الذين اعتبروا الفيروس في البداية معجزة إلهية لمعاقبة الصينيين (الكفار) .
ووجّهت قيادات من جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، قبل إعلان أي حالة إصابة بفيروس كورونا في البلاد بمن فيهم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الاتهامات إلى السعودية والولايات المتحدة بمحاولة نشر الفيروس في اليمن لاعتبارات سياسية .
وسبق للحوثيين أن رفعوا شعارات مفادها أن “الكوليرا هدية أميركية للشعب اليمني” عند تفشي وباء الكوليرا منتصف عام 2017، إلا أنها حذفت كلمة “الكوليرا” هذه المرة واستبدلتها بـ”فيروس كورونا” .
تراجع مستوى الخدمات الصحية
ولا شك أن اليمن وبعد اندلاع الحرب فيه وتحديداً في مارس من العام 2015 وفي أجزاء مختلفة منه فإن تراجع الإجراءات الصحية منذ ذلك الوقت باتت شبه معدومة .
وتراجع مستوى الخدمات الصحية بشكل كبير لدرجة أنه لا توجد أي مسؤولية أمام ضحايا الحروب .
وفي العام الماضي منعت جماعة الحوثي طائرة تابعة لمنظمة دولية من تفريغ حمولتها من لقاح الحصبة في مطار صنعاء، وتمت إعادتها إلى جيبوتي مرتين، بعد مطالبة قيادات حوثية باستبدال اللقاحات بأدوات جراحية يريدون توفيرها لمقاتليهم في الجبهات القتالية المختلفة .
كورونا في اليمن
وكانت العاصمة اليمنية صنعاء قد أعلنت منذ أسابيع عن أول حالة مشتبه بإصابتها بالفيروس ووصفت وضعها بأنه حالة “اشتباه عالٍ” .
وتمّ التركيز على أن الحالة تعود لامرأة آتية من السعودية بغية رمي التهمة على الرياض، وتأكيد اتهامات الحوثيين المسبقة لها بمحاولة نشر الفيروس في اليمن .
وعلى الرغم من التأكد لاحقاً من عدم إصابتها بالفيروس، إلا أن وضعها في الحجر مع أسرتها كان قد تمّ عملياً، وتسبب في حالة رعب عامة في صنعاء .
وكان مراسلو وكالات عالمية، كـ”أسوشييتد برس”، ينتظرون الإعلان رسمياً عن الحالة المصابة في مؤتمر صحافي للمزيد عن التفاصيل عنها، قبل إلغائه من قبل مسؤولي الصحة في صنعاء بعد دعوة الصحافيين إليه، وتجميد تقرير نتائج فحص الحالة، وفقاً لما ذكر مراسل الوكالة في صنعاء أحمد الحاج، في تغريدة على “تويتر”.