فشل حمدوك في إدارة الدولة.. كيف استعصى السودان على حكم اليسار؟

0

أزمات كاشفة

عجز حكومة حمدوك اليسارية عن الحل، تسبب في اندلاع مظاهرات كبرى لم تتوقف كان آخرها في 26 يناير/ كانون الأول 2021، حيث خرجت تظاهرات احتجاجية في الخرطوم وعدة ولايات احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصاديةردد المتظاهرون شعارات مناوئة للحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك، بسبب ما اعتبروه فشلا ذريعا في توفير متطلبات الحياة الضرورية، ومن بين تلك الهتافات “تسقط تسقط يا حمدوك حمدوك ذهب لعرض مخاوف بلاده من التهديدات لأمنها على الحدود مع إقليم تيغراي، لكنه عاد إلى السودان بعد ساعات قليلة بخفي حنين رغم إعلان آبي أحمد في وقت سابق أن الزيارة ستستغرق يومين، وهو ما ترك تساؤلات عن موقف حمدوك، وقدرته على إدارة أكبر أزمة في تاريخ العلاقات بين الدولتين.

وفي أزمة التطبيع الأخيرة مع إسرائيل تخلى تيار اليسار في السودان عن شعاراته التي كانت تعتبر تل أبيب رمزا “للإمبريالية العالمية”، والدولة التي تحتل الأرض العربية فلسطين.

شيوعيو السودان اللذين كانوا يرفضون إسرائيل رفضا مطلقا، تبدل حالهم مع وصولهم إلى السلطة، وتخلوا عن مبادئهم ورفضهم المطلق للتطبيع، وبدأوا يخضعون ويساومون ويناورون بلاءات سابقة، متنازلين عن قناعاتهم وأفكارهم.

في 3 فبراير/ شباط 2020، التقى نتنياهو، بالفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي السوداني في أوغندا، وقال حينها البرهان: “أؤكد على أن بحث وتطوير العلاقة بين السودان وإسرائيل مسؤولية المؤسسات المعنية بالأمر وفق ما نصت عليه الوثيقة الدستورية”. 

وجاء موقف الحكومة الانتقالية برئاسة الشيوعي حمدوك، متوافقا مع تطبيع البرهان، وفي 5 فبراير/ تشرين الثاني 2020، رحب حمدوك، بالمقابلة والتعميم الصحفي الصادر عن البرهان بشأن اجتماعه مع نتنياهو.

وقال حمدوك: “لا شك أن الطريق إلى التغيير الحقيقي في السودان مليء بالتحديات والعقبات، ومع ذلك يجب أن نعي بأن الالتزام بالأدوار والمسؤوليات المؤسسية أمر أساسي لبناء دولة ديمقراطية حقيقية”.

الخطيئة الكبرى

السياسي السوداني الدكتور إبراهيم عبد العاطي، قال : “حكومة حمدوك، والقوى اليسارية والشيوعية في السودان عموما، يعلمون جيدا أنهم لا يمثلون الشعب، وليس لهم قوة جماهيرية عريضة تمكنهم من الإمساك بزمام الدولة، حال حدوث انتخابات من أي نوع، ولو كانت محلية صغيرة في أقصى البلاد، لن ينجحوا فيها، وهم يدركون الأمر، ويعملون بقوة حيال حدوثه”.

وأضاف: “أما مكمن الخطورة الحقيقي، أن اليسار لم يتعلم من تاريخه القديم ومن محاكمات الشجرة، وإعدام عبد الخالق محجوب، وهشام العطا، وهو حادث مؤلم، لكنه كان نتيجة اصطدام اليسار بالشارع، واستنفار قاعدة المواطنين، ثم محاولته الانقلاب، والاستئثار بالدولة”.

وتابع الخبير السياسي بالقول: “السودان أكبر من أن يحتكره فصيل أو حزب، فكانت النتيجة مأساوية بإعدام رموز اليسار، وكسر شوكتهم في الشارع السوداني لعقود طويلة، وربما إلى الآن”.لكنهم يزيدون الطين بلة بالاستعانة بالغرب والولايات المتحدة، على أساس أن الدعم الخارجي سيوفر لهم طوق حماية، ويرسخ أقدامهم في الحكم، وهي الخطيئة الكبرى التي ارتكبوها

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.