فوضى دبلوماسية عارمة.. أساسها قحت

العمل الدبلوماسي تحكمه قوانين دولية متعارف عليها و له أنواع و تقاليد و له حدود ، و السودان منذ استقلاله تبادل السفراء مع العالم الخارجي ، و له تمثيل في أكثر من مائة و خمسون دولة و في المقابل به العديد من السفراء في الخرطوم يمثلون بلدانهم ، ظلت هذه العملية الدبلوماسية واضحة منضبطة و معلومة الحدود و الجوانب وفق القوانين المنظمة للعمل الدبلوماسي ، في الثلاث سنوات الماضية تبدل الحال و خاضت مجموعة من السفارات لعدد من الدول و هي معلومة للجميع فوضى عارمة منتهكة كل القوانين و سيادة الدولة السودانية فتدخلت و استباحت السياسة السودانية و الاقتصاد و المجتمع ، فالسفراء الآن يجوبون المدن و الولايات حتى مناطق النزاع (التمرد) ، يزورون الخلاوي و الطرق الصوفية ، يعقدون الحوارات و جلسات النقاش ليس في شأن دولهم بل في كل ما يخص تفاصيل السودان و أمره ، يصرحون حول الراهن السياسي ، يبادرون تحت مسميات و أشكال مختلفة ، يزورون دور الأحزاب و أعيان المجتمع ، و يلتقون بسفاراتهم من يريدون من شخصيات عامة أو رسمية أو شعبية أو رموز مجتمع من أدنى مستوى إلى أعلى مستوى ، فوضى عارمة تنتظم العمل الدبلوماسي في الخرطوم ، هل مسموح لسفاراتنا بهذا الفعل في بلدانهم !!؟ ، أسرفت هذه السفارات في تجنيد العملاء و الخونة لإدارة خططها و مشروعاتها و أجندة حلفائها في المنطقة ، و بعض هذه الدول في ظل هذا الهوان و هذه الظروف تسعى نحو السيطرة الاقتصادية على بعض موارد السودان ، حالة شاذة تعيشها الدبلوماسية الآن مستغلة أطفال السياسة الذين أنتجتهم الظروف الراهنة و الذين هم بلا شك يحترفون إثارة الفوضى في المجتمع و هم الذين لا يمتلكون حلاً لمشكلات السودان و لكن يبحثون عن الزعامة وسط هذه الفوضى ، الضعف يخلق الفوضى و لا شك أن الفوضى في نهاياتها هي الجحيم ، قناعتي الراسخة ليس هناك شر أكبر من الفوضى الدبلوماسية التي تحدث الآن ، فهي فوضى عارمة و تناقض هائل و معلوم أن سر نجاح الدول هو النظام ، و النظام الصارم الذي يقضي على كل أنواع الفوضى ، عونك يا الله فقد أرهقتنا هذه الفوضى.

و إلى أن نلتقي في خاطرة قادمة

             د/ عوض كلموب

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.