فيروس كورونا في اليمن .. الخوف من تفشي الوباء
أطلقت جهات عديدة صافرات الإنذار محذرة من انتشار فيروس كورونا في اليمن بصورة أكبر من التي يتم الإعلان عنها، وذلك عطفًا على النظام الصحي الضعيف في البلاد فضلًا عن انتشار أمراض أخرى معدية وتواصل الأعمال العسكرية في المناطق الجنوبية.
وخلال اجتماع عبر الفيديو مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث ومنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليز غراندي، وممثل منظمة الصحة العالمية ألطف موساني، قال رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، إن تفشي فيروس كورونا في اليمن لا يمكن تحديدة على الأرض، موجهًا الاتهام إلى جماعة أنصار الله بالتضليل والتعتيم فيما يتعلق بأعداد الإصابات في المناطق التابعة لسيطرتهم.
وشدد عبد الملك على خطورة التصعيد الذي حدث مؤخرًا لما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، واصفًا إياه بأنه سيزيد من معاناة الناس في مدينة عدن، لا سيما الأوضاع الصحية في الوقت الذي يتطلب فيه تخاذ إجراءات للحد من تفشي فيروس كورونا في اليمن .
عدن موبوءة
وناشد عبد الملك المجتمع الدولي بضرورة توفير الدعم إلى اليمن يعينه للتصدي على جائحة كورونا، في الوقت الذي أطلقت فيه الحكومة اليمنية الاستغاثة فيما يخص مدينة عدن عقب إعلان المدينة موبوءة.
ولفت عبد الملك على ضرورة أن تكون الأولوية حاليًا لعملية الإصحاح البيئي والعمل مع القطاع الصحي لتحديد الأوبئة التي يعانيها المواطنون في عدن وسببت عددا كبيرا من الوفيات.
بدوره أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث عن مخاوفه إزاء الأوضاع في المناطق الجنوبية، والتي يواجه فيها سكان مدينة عدن على وجه الخصوص تفشي الوباء وأمراض أخرى معدية مثل الملاريا والكوليرا وحمى الضنك، حيث ترتفع أعداد الوفيات يوميًا لكن دون معرفة الأسباب الحقيقية وذلك لأن النظام الصحي لا يملك معينات التشخيص ومعالجة المرضى.
عدن تعاني
وكانت وكالة أسوشيتد برس قد نقلت عن أحد حفاري القبور في مدنية عدن قوله، إنه لم ير في حياته أعدادًا بهذا القدر من الوفيات، على الرغم من أن مدينة عدن شهدت العديد من الصراعات الأهلية.
وأوضحت الوكالة بأن عدد الإصابات وفقًا للبيانات الرسمية منخفض للغاية، حيث توجد 106 إصابات و 15 حالة وفاة في المناطق الجنوبية، كما أعلنت جماعة أنصار الله التي تسيطر على الشمال، عن أول حالة إصابة في الخامس من مايو الجاري، فضلًا عن إصابة شخصين فقط حتى اليوم ووفاة أحدهما وهو مهاجر صومالي.
سيناريو الكابوس
ونقل موع قناة (الجزيرة نت) عن وكالة أسوشيتد برس قولها، إن الأطباء يؤكدون على محاولات تغطية الحوثيين للأعداد المتزايدة من حالات الإصابة بفيروس كورونا من أجل حماية اقتصادهم وقواتهم، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من سناريو الكابوس في حال انتشار الفيروس في بلد لا يملك من المقومات ما تعينه على مجابهة الجائحة.
ونسبت الوكالة إلى ألطف موساني قوله إن منظمة الصحة العالمية تتوقع -في أحد السيناريوهات- أن تتم إصابة نصف سكان اليمن البالغين 30 مليون نسمة، ووفاة أكثر من 40 ألفا.
قلق منظمة الصحة
وعبر مدير إدارة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، مايكل رايان، عن قلقه إزاء انتشار فيروس كورونا في اليمن ، مشيرًا إلى ان المنظمة تعمل رفقة شركائها، وقامت بإنشاء 26 مركزًا للعزل وتدريب الكوادر الطبية، منها 10 ماكز في الشمال و 13 مركًا في الجنوب بالإضافة إلى أربعة خطوط اتصال ساخنة وتدريب 300 فريق للاستجابة.