في ظل كورونا.. التعليم الإلكتروني في فلسطين لا يزال التطبيق صعبًا

طالبة فلسطينية تتلقى حصصها الدراسية عن طريق الهاتف المحمول \ Middle East Eye
0

أجبر انتشار فيروس كورونا ملايين البشر على اختبار أساليب جديدة لم يعهدوها من قبل في حياتهم، ومؤخرًا انتشر أسلوب التعليم الإلكتروني لدى كثير من الفئات الدراسية المختلفة للحيلة لإكمال مناهجم التعليمية سيما وأن الجائحة لا يمكن التنبأ بفترة استمرارها.

وفي فلسطين، وتحديدًا في مدينة القدس الشرقية، وجدت المعلمة  هديل ملاعبي، معلمة اللغة العربية والرياضيات، نفسها مجبرة على اتخاذ وسيلة التعليم الإلكتروني وسيلة لمواصلة المقررات الدراسية لمدرسة دار الطفل العربي.   

تعليق الدراسة

وتؤكد ملاعبي، أن الدراسة تم تعليقها لأكثر من شهر حاليًا، مشيرة إلى أن نظام التعليم الإلكتروني له حسناته كما له سيئاته كذلك، إلا أن الإيجابيات بحسب هديل تفوق السيئات.

ولا يلوح في الأفق، موعد لعودة الطلاب إلى مدارسهم، مع استمرار تفشي فيروس كورونا في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية.

وتماشيًا مع ما حدث في غالبية دول العالم، فقد قررت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تعليق الدراسة كوسيلة للحد من تفشي الفيروس القاتل وحفاظًا على حياة الطلاب.

أجواء المدرسة أفضل

وسلطت وكالة (الأناضول) للأنباء، الضوء على المعلمة هديل ملاعبي، وهي أم لخمسة أطفال، وتعمل كمعلمة لتدريس صفوف أول وثاني ابتدائي.

ووفقًا لملاعبي فإن التعليم بالطريقة التقليدية بالمدرسة أفضل وأسهل من الطرق الإلكترونية.

وتقول في هذا الصدد: “جو المدرسة مختلف، حيث تتوفر بيئة تدريس، فهناك الفصل والتواصل المباشر مع الطلاب، وبالتالي لا أواجه أي صعوبة، فالأمور مرتبة وكل شيء متوفر بما في ذلك الأجهزة والإنترنت، ووسائل الاتصال وحتى تواصلي مع الطلاب كان سهلا جدا، وخاصة أنهم يريدون إنجاز الواجبات المدرسية التي يكلفون بها”.

بطأ الإنترنت

ومضت ملاعبي في القول: ” سرعة الإنترنت ليست كافية للتعليم عن بُعد، ولا يوجد أجهزة ملائمة لإتمام هذه العملية، كما هو مطلوب، فمثلا أنا أنجز عملي هذا من خلال الهاتف النقال والحاسوب المحمول”.

كما أشارت ملاعبي إلى أن المنازل التي يتواجد بها عدد من الطلبة الأشقاء، تبرز فيها مشكلة في أولوية استخدام جهاز الحاسوب، خاصة إذا ما كانت هناك حصص دراسية في ذات الموعد.

وقالت “من الصعوبات التي أواجهها هي عدم توفر الأجهزة الكافية للطلاب أنفسهم، فهم لم يعتادوا على هذه الطريقة بالتعليم، ولذلك أصبحت أواجه مشاكل فهم يختلفون بشأن موعد دراسة كل واحد منهم”.

إيجابيات

وتنظر ملاعبي لهذا الجانب من ناحية أخرى، حينما أكدت بأن هنالك إيجابيات ستمكنهم الأيام القادمة من اختبارها من خلال التجربة.

وقالت “على سبيل المثال، كانت هناك فئة من الطلاب في الصف، ضعفاء وبطيئون في التعلم، فكانوا يواجهون صعوبات في الحصص الدراسية التي تستمر 40 دقيقة خاصة في مادة اللغة العربية، ولكن الآن أنا أشعر أن وجودهم بالمنزل، جعلهم يتمتعون براحة أكثر في إنجاز الواجبات الدراسية خاصة، وأنا أمنحهم فترة أسبوع لتقديم الواجب المنزلي”.

التقرب من الأهالي

وأبانت ملاعبي أن نظام التعليم الإلكتروني يمنح من الطلاب وأهاليهم فرصة أكثر للتقرب من بعضهم.

وحكت قصتها مع إحدى طالباتها، قائلة: “على سبيل المثال، فإنه خلال فترة الدوام المدرسي نظّمت اجتماعا خاصا بالمدرسة للأهالي تم خلاله بحث المشاكل السلوكية التي يعاني منها الطلاب، وقبل أحد الاجتماعات جاءت إلي إحدى الطالبات، وعانقتني وقالت لي: من فضلك أمي ستأتي إلى الاجتماع اليوم، فقولي لها أنني أتمنى أن اجلس معها وأن تتقرب مني”.

وأضافت “ولكن الآن هذه البنت نفسها ترسل لي الآن تسجيلات صوتية بأنها سعيدة جدا لأن والدتها تتابعها بالواجبات وتساعدها بالدراسة…هذه الحادثة أثرت كثيرا في نفسي وهذه من النواحي الإيجابية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.