قحت تسابِق لجان المقاومة للفوز بقيادة الحراك الثوري !!
إن عدم اتفاق قوى الثورة جراء السباق النَهِم من طرف قحت وكيانات أخرى لقيادة فعاليات الثورة أدى إلى منع وصول الثوار إلى صيغة مثلى لإسقاط الانقلاب، وأعطى قوى الثورة المضادة وقوداً للتطاول على الثورة ساعيةً لكسر شوكتها بمتنوع الأساليب، دفعاً لمخططات بني كوز، عبر البرهان المتعطش للسلطة والتسلط..
قبل أسابيع قليلة، أعلنت لجان المقاومة عن ما أسمته (آلية وحدة قوى الثورة)، بهدف تكوين مجلس ثوري لقيادة الفعل الجماهيري والسياسي لتصفية الانقلاب العسكري تماماً، ومن ثم العمل على تشكيل الحكومة المدنية المرتجاة لقيادة الفترة الانتقالية.. وطالبت الآلية جميع القوى للتسامي فوق أيديولوجياتها وتاريخها للاندماج في قيادة موحدة..
* عقب إعلان (آلية وحدة قوى الثورة) عن دعوتها تلك إنبرت قحت تدعو ( بصورة فورية) لتكوين مركز تنسيقي ميداني وإعلامي موحد لا يناقض ما نادت به (آلية وحدة قوى الثورة)!
تكمن مشكلة الثورة مع قحت في ان قحت تضم بعض العناصر التي تعتبر الانتهازية جزءاً أساسياً في العمل السياسي.. فتتصدر تلك العناصر الوسائط مرسلةً أحاديث أو مقالات ثورية نارية يصفق لها المصابون ب(متلازمة استوكهولم)، ولا يدري المصابون بتلك المتلازمة أن من يصفقون لهم ويلهجون بأسمائهم أشخاص أوتادهم مضروبة في زريبة محمد بن زايد بأبوظبي.. وأن قيادتهم لفعاليات الثورة، ثم لحكم الدولة، أمر مطلوب أماراتياً!
ذروة الأزمةبلغ الصراع ذروته عقب توقيع مكوّنات الجناح الجديد لإعلان سياسي سمته “الميثاق الوطني” وأرفقته برسالة في بريد المكوّن العسكري بعدم التعامل مع المجلس المركزي لـ”قحت”، ورفع الميثاق مطالب عدة، في مقدمها حل الحكومة التنفيذية وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية أو تسلّم العسكر للسلطة، وجعلت منها شعارات لدعوتها في للخروج إلى الشوارع من أجل ما سمّته إسقاط الحكومة، ليتطور خروج المحتجين إلى اعتصام أمام باحة القصر الجمهوري الجنوبية معلنين عدم مغادرتهم ما لم تتحقق مطالبهم. وقد قوبلت المطالب باستنكار كبير من الجناح الآخر حيث أوضح المتحدث باسم لجنة إزالة التمكين في السودان، صلاح مناع، أن المعتصمين أمام القصر الجمهوري بالخرطوم يتبعون لحزب ”المؤتمر الوطني” المنحل. من جانبه، قال وزير شؤون رئاسة مجلس الوزراء السوداني خالد عمر، إنه من الأفضل المضي قدماً لتحقيق غايات المرحلة الانتقالية بدلاً من المطالبة بحل الحكومة، ليأتي الرد السريع عبر الدعوة المضادة للخروج إلى الشارع والتي لها رمزية كبيرة لدى الثوار لكونها أول ثورة شعبية ضد حكم العسكر في عام 1964، فجاء خروج الجماهير على غير ما يُحبذ المكون العسكري والجناح الجديد في “قحت”، بحشود فاقت مئات الآلاف في كل مدن السودان منددين بالتدخل العسكري في شؤون الحكم ومطالبين بمدنية السلطة وتكوين مؤسسات الحكم للفترة الانتقالية، ما ادخل المشهد السياسي من جديد في نفق من التعقيدات السياسية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.