قحت وبالتسلق على أكتاف الثوار

قوى الحرية والتغيير المركزي تتهافت وتستعجل إنفاذ مشروع
التسوية لتسرد عبرها ما فقدته من مواقع وامتيازات في السلطة، خسرتها بسبب انقلاب الطغمة العسكرية في 25 أكتوبر قبل الماضي، ويبررون بلا حياء هذا التهافت، بأن لا قبل لقوى الثورة بمقارعة العسكر ولا سبيل للانتصار عليهم، ولا بديل إلا بقبول التعامل معهم كأمر واقع عبر مشروع التسوية المناهض في جوهره لثورة ديسمبر، إنه تبرير الانتهازي الجبان الذي يلقي سلاحه وينهزم قبل أن تبدأ المعركة.
قوى الثورة والتغيير الجذري لم تفقد جأشها وصوابها عند وقوع الانقلاب، فمنذ ساعته الأولى استطاعت أن تحدد بوضوح خط ومسار مقاومتها وتصديها له، بشعاراتها القاطعة عميقة الدلالة: لا شرعية.. لا شراكة.. لا مساومة، إنه الطريق الوحيد الذي يؤدي للنصر بهزيمة الإنقلابيين ودعاة التسوية والفلول في الداخل وحلفائهم في الخارج، وإسقاط كل مشاريعهم الهادفة لتصفية ثورة ديسمبر لتنفيذ مشروع الهبوط الناعم ولتكريس مصالح الرأسمالية الطفيلية وحلفائهم الإقليميين والدوليين.
قحت تتعامى عن هذا البديل الثوري القائم، فالمصالح الطبقية عندها هي الأهم (ولتذهب الثورة وشهدائها إلى الجحيم) هكذا يفكرون، فهم لا يؤمنون بالجماهير وقدرتها على التغيير وصناعة التأريخ، فالود بينها وبينهم مقطوع لأنهم ببساطة لا يملكون ما يقدمونه لها فهم تاريخيًا غير مؤهلين لهذه المهمة، قحت بالفئات الطبقية والاجتماعية المكونة لها غارقة في الانتهازية كصفة ملازمة لها، فهي لا تؤمن بالعمل وسط الجماهير ولا بالجماهير للوصول للأهداف، فهي تؤمن بالانقلابات والتآمر للوصول لأهدافها الأنانية الضيقة، وبالتسلق على أكتاف الثوار الحقيقيين وسرقة انتصاراتهم وتجييرها لصالحهم ثم التنكر لهم.
قوى الثورة والتغيير الجذري لن تلهيها أصوات الانتهازيين المتخاذلين عن مواصلة نضالها، فقد افترقت الطرق وإلى الأبد.
وليذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.