قوارب الموت .. قشة يتعلق بها شباب لبنان هربًا من واقع غارق بالفساد

الهجرة غير الشرعية تنشط في لبنان \ CTV News
0

بدأت قوارب الموت تلقى رواجًا لدى العديد من شباب لبنان الساعي لعبور الضفة الأخرى للمتوسط بحثًا عن حياة أفضل وهربًا من واقع فساد وأزمة اقتصادية أحالت أحلامهم إلى سراب.

قوارب الموت نشطت مؤخرًا في نقل الشباب الفاقدين لأمل تحسن الأوضاع الداخلية، برحلات منتظمة تبدأ من طرابلس في الشمال وتتوجه صوب سواحل قبرص.

عدد من قوارب الموت الصغيرة توجهت يوم الخميس الماضي صوب قبرص، لكن رحلتهم لم تنته كما أرادوا، حيث جمعهم قدرهم مع فخ مهربين تحصلوا منهم على أموال نظير إعطائهم قوارب تعينهم على الهجرة.

رحلة فاشلة

على متن خمسة قوارب انطلقت من ميناء طرابلس، وصل 123 مهاجراً لبنانياً وسورياً، إلى السواحل القبرصية في الأيام الأخيرة الماضية، بينهم نساء وأطفال، نصفهم تقريباً سمح له بالنزول. بينما، اعترض خفر السواحل القبرصي قوارب أخرى، وأعاد المهاجرين على متنها إلى لبنان، من خلال سفينة استأجرتها نيقوسيا لهذا الغرض، بحسب ما نقله موقع قناة (الحرة) عن وكالة فرانس برس.

كما نقلت قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام 35 رجلاً وخمس سيدات و11 طفلاً إلى مركز احتجاز قبرصي، وفقاً لما ذكرته الوكالة نفسها.

 وذكر موقع قبرصي، الإثنين، أن الشرطة اعتقلت أربعة اشخاص كانوا ضمن مجموعة أخرى من 51 مهاجراً من السوريين اللبنانيين، تواجدوا على متن القارب، للاشتباه بتورطهم في عملية التهريب والاتجار بالبشر.

مبالغ متفاوتة للقوارب

وكشف (ب.أ)، وهو شاب طرابلسي، عن تفاصيل رحلة أصدقائه عبر القوارب نحو قبرص، كاشفاً أن هذه الرحلات منظمة من قبل مهربين، تقاضوا مبالغ متفاوتة على حسب نوع القارب.

 وأضاف أن “للمهاجرين خيارات عدة، قارب مطاطي بسعر مليون و300 ألف ليرة لبنانية (866 دولار أميركي على السعر الصرف الرسمي) للشخص الواحد، قارب نظامي بسعر إجمالي يقارب الـ 1300 دولار أميركي، بالإضافة إلى قارب خشبي صغير لمن يملكه ويكون للمهرب أتعاب تأمين الهرب”.

هرب من فساد السلطة

ولفت الشاب الذي يطمئن على أصدقائه بين الحين والآخر، إلى أن وجهة هذه الرحلات ليست قبرص أو اليونان، بل إيطاليا بشكل رئيسي، وذلك لـ”الهرب من فساد السلطة اللبنانية“، مشيراً إلى أن رحلات العودة تتم بتنسيق مع رئيس الجمهورية اللبناني، ميشال عون، “الذي يتحمل هو وحلفائه في السلطة، ونواب مدينة طرابلس، المسؤولية”، على حد قوله.

تعذبنا ولا نريد العودة

وقال س.ع (شاب طرابلس وصل بطريقة غير شرعية إلى قبرص)، إنّ “الرحلة كانت مرعبة، وتعذبنا كثيراً للوصول إلى قبرص ولا نريد العودة، ولكن لا يمكننا البقاء في مثل هذه الظروف”، مضيفاً “لا نعلم إذا كنا سنبقى هنا أو ستتم إعادتنا إلى لبنان”.

وأضاف “نحن شباب ومعنا عائلات وأطفال، عددنا 56 شخصاً، وليس بحوزتنا ألف ليرة لبنانية (حوالى نصف دولار أميركي)، يمكن أن نموت هنا”.

وعن الأسباب التي دفعت هؤلاء اللبنانيين للهجرة عبر قوارب غير شرعية، اعتبر (ا.ع)، وهو خال الشابين (س.ع) و(م.ع)، الذين تمكنوا من البقاء في قبرص، أن “فساد السلطة والفقر وصعوبة الحياة دفعت شبابنا إلى الهجرة”، قائلاً “قد أخوض نفس تجربتهم”.

رحلة نحو المجهول

وبحسب أحد العاملين في ميناء طرابلس، طالباً عدم الكشف عن اسمه، فإن “جميع المهاجرين هم من العائلات، وعلى متن القوارب أطفال ونساء، دفعهم اليأس والغلاء المعيشي إلى المخاطرة نحو مصير مجهول”.

وأشار إلى أن “الصورة غير واضحة، ولا يوجد لدى الجميع معلومات دقيقة حول عملية تنظيم الرحلات ومن خلفها، ولا يعتقد أن جميع القوارب آمنة”.

 من جهته، ادعى أحد منظمي الرحلات السياحية على شواطئ طرابلس، (م.ص)، أن رحلات الهجرة غير الشرعية تتم عبر الصيادين على مستوى ضيّق، وشخصي”.

وزعم  أن “لا صحة لوجود مهربين، ورحلات منظمة لقاء مبالغ مالية”، معتبرا أن  السفر عبر هذه القوارب، محصور بعائلات الصيادين وأقربائهم وبعض المعارف ليس أكثر”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.