قوى الإطاري ترفضها.. حكومة تصريف المهام.. هل تكون الكرت الرابح لحل الأزمة؟


في كل يوم جديد تدخل الأزمة السياسية في البلاد في منحى وفصل جديد، مع تأخر وبطء إنهاء العملية السياسية في مرحلتها النهائية التي تجاوزات اربعة أشهر منذ التوقيع على الإعلان الإطاري، مما جعل أطرافاً عديدة تسعى لتشكيل المشهد بطرح تشكيل حكومة تصريف أعمال إلى حين توافق القوى المدنية وبناء تحالف مدني أوسع يجعل من الممكن حل خلافات العسكريين وتشكيل حكومة خلفها توافق كبير يعينها على مواجهة تحديات الفترة الانتقالية.
ولكن خيار حكومة تصريف الأعمال قد يجد مقاومة بدوره من بعض القوى السياسية بما في ذلك بعض اعضاء قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، والتي تعول على الاتفاق الاطاري الذي قطع مسافات طويلة ولكنه تعثر بفعل المتغيرات الماثلة في المشهد السياسي.

التراشقات الإعلامية
وقال عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير الريح محمد الصادق إن التحالف لا ينوي تشكيل حكومة تصريف أعمال، وذكر الريح لـ (الانتباهة) أمس أن حكومة تصريف الأعمال تنشئها السلطة القائمة، ولا يمكن للمعارضة أن تنشئ حكومة تصريف أعمال، وفعلاً الآن يوجد وزراء ورئيس وزراء مكلف بتصريف أعمال الحكومة.

ولكن الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر قال إن الموقعين على الاتفاق الإطاري يرفضون مقترح تشكيل حكومة تصريف أعمال لإدارة البلاد خلال الفترة المقبلة.

وذكر عمر لـ (سودان تربيون) أن مقترح تشكيل حكومة تصريف الأعمال أطروحة أحزاب بالتنسيق مع العسكر، والموقعون على الاتفاق الإطاري لا يؤيدون هذه الخطوة، وأشار إلى أن حكومة تصريف الأعمال تعني تقاسم السلطة مع العسكر، وأضاف قائلاً: (موقف الموقعين على الاتفاق الإطاري واضح، وهو تأسيس سلطة مدنية بناءً على مشروع الدستور الانتقالي والإعلان السياسي، وبالتالي مقترح حكومة تصريف الأعمال لا يمثلنا، وتنخرط مكونات الحرية والتغيير والمؤتمر الشعبي وقوى سياسية ومهنية أخرى في عملية سياسية مع القادة العسكريين، لعودة العسكر للثكنات وإطلاق فترة انتقال جديدة بقيادة مدنية بعد التوافق على خمس قضايا شائكة).

وقالت مريم الصادق المهدي في مقابلة مع (الجزيرة مباشر) ليل الاربعاء الماضي: (يجب علينا النظر في بدائل موضوعية، وهناك مقترح لم نبحثه بعد يتعلق بتشكيل حكومة تسيير أعمال لوزراء). وشددت على أنهم يعملون بجد لإدراكهم أهمية الحكومة، حيث أن السودان مُبعد من المجتمع الدولي وعضويته في الاتحاد الإفريقي معلقة، كما يوجد تردٍ مُريع في الوضع الاقتصادي، وأشارت مريم إلى أنهم سعوا لإعلان الحكومة في مارس الجاري، لكن ثمة تحديات ضاعفتها التراشقات الإعلامية بين رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه في المجلس وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان (حميدتي).

تكوين حكومة توافق سياسي
ويشير القيادي في الحرية والتغيير محمد عبد الحكم الى أن العملية السياسية خطت في مسيرتها باتجاه المحطات الأخيرة عقب تدشين مؤتمرات وورش قضايا الانتقال، الأمر الذي يمثل اختراقاً كبيراً في مسار الالتزام الكامل للقوى الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري بما تواثقوا عليه في الخامس من ديسمبر الماضي.
واوضح أن التفاكر المستمر حيال قضايا الانتقال يواجه محكاً رئيساً في التزام كافة الأطراف بتنفيذ كامل الرؤى المتوافق عليها، وقال: (هنا نعتقد أن توحيد الجبهة المدنية يمثل ضماناً كبيراً لالتزام الكافة بمخرجات مؤتمرات وورش قضايا الانتقال، واستعادة التحول المدني الكامل وتحقيق أهداف الثورة المجيدة).
وأكد عبد الحكم في حديثه لـ (الانتباهة) في وقت سابق أن النقاشات العميقة التي تجرى حيال قضايا تفكيك النظام البائد وإصلاح المنظومة الأمنية وقضايا شرق السودان والسلام والعدالة، ستؤسس للانتقال المدني الكامل والمضي قدماً نحو تحقيق كامل أهداف الثورة وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، وبهذه الخطوات ستكون قوى الثورة أنهت الانقلاب بشكل كامل وأسست لدولة الحرية والعدالة والسلام.

ويرى المحل السياسي الفاتح حسين أن الخيار الاساسي للقوى المدنية السودانية وللعسكر والوساطة الدولية هو استمرار العملية السياسية الجارية الآن لتكوين حكومة توافق سياسي، لكن في ظل التعثر الواضح في عملية تكوين الحكومة الانتقالية قد يكون خيار اللجوء لتكوين حكومة تصريف الأعمال بمثابة مخرج سليم وسلمي يجنب البلاد الاقتتال في ظل التوتر الحالي بين قيادتي الجيش والدعم السريع، واستمرار رفض قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي انضمام شركائهم السابقين في قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي للعملية السياسية الجارية الآن، اي اردول وعسكوري والجاكومي مع الناظر محمد الامين ترك رئيس نظارات وعموديات البجا المستقلة الذي يعتبر انضمامه للعملية السياسية ركيزة أساسية لضمان التوصل لحل سلمي وفعال لأزمة شرق السودان، ولكن خيار حكومة تصريف الأعمال قد يجد مقاومة بدوره من بعض القوى السياسية، بما في ذلك بعض اعضاء قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، وتكوين حكومة تصريف الأعمال قد تكون بمثابة عملية مؤقتة الى حين تشكيل حكومة توافق سياسي سوداني بقيادة مدنية

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.