قوى الحرية والتغيير.. و تفكك البنيان المرصوص

قوى الحرية والتغيير
0

لم يلتف الشارع السياسي السوداني على فكرة أو موقف أو جسم سياسي مثلما فعل مع قوى الحرية والتغيير، فقد نالت حظها الوافر من الزخم و التأييد الشعبي تماماً كما حدث لجمعية اللواء الأبيض إبان الاستعمار البريطاني للسودان

فقد ساندتها جموع الشعب الهادرة لاقتلاع نظام الإنقاذ الفاسد و شيعته إلى مزابل التاريخ بعد احتجاز رموزه في سجن كوبر بالخرطوم، و مع هذا التأييد الشعبي الكبير الذي حظيت به قوى الحرية والتغيير ارتفع سقف طموحات الشعب السوداني بتغيير الأوضاع إلى ما يضمن لهم حياة كريمة بعد مباركتهم لقوى الثورة التي أصبحت فيما بعد الحاضنة السياسيه للحكومة الانتقالية والتي كانت تبدو متماسكة للحد البعيد، لكن طمع السلطة جهر عيون قادتها و من هنا بدأت بداية الإنهيار

 الأسباب وراء تفكك قوى الحرية والتغيير

تعرض تحالف قوى الحرية والتغيير الذي يضم مجموعة مختلفة من ألوان الطيف السياسي في البلاد، تعرض إلى مواقف عصيبة كثيرة برهنت على وهن التحالف و كشفت عن التباين الواضح في الآراء عند مفكريه الذين تحسبهم جميع وقلوبهم شتى، و كانت أولى محطات الخلاف بين أعضاء التحالف حينما وجدت السلطة الانتقالية في السودان نفسها في مأزق حيال استكمال بناء مؤسسات الدولة، لأن هذا المطلب ترفضه الجبهة الثورية، الممثلة لغالبية الحركات المسلحة، وهددت بالانسحاب من مفاوضات جوبا حال الإقدام على تلك الخطوة. ما دفع بعض قادة قوى التحالف لتأليب الشارع ليخرج في مظاهرات ضد قوى الحرية والتغيير نفسها وفي المقابل، هناك قوى عديدة داخل تحالف إعلان الحرية والتغيير تصر على هذا المطلب وتعتبره أمرا ملحا للإجهاز على العناصر التابعة لنظام الرئيس السابق عمر حسن البشير

وبعد ذلك جاءت الاستقالات التي كانت من بينها استقالة إبراهيم الشيخ الرئيس الأسبق لحزب المؤتمر السوداني الأمر الذي أكد على تفكك قوى إعلان الحرية والتغيير وهشاشة تركيبتها وضعف العلاقة بين مكوناتها

استقالة الأصم مسمار آخر في نعش قوى الحرية والتغيير

وبحسب بعض المصادر السياسية التي بررت لاستقالة الأصم بانه أعد تصوراً ومشروعاً متكاملاً ومكتوباً يطرح فيه رؤية نقدية بناءة من أجل تطوير وإصلاح تحالف الحرية والتغيير الحاكم، ولم تجد الخطوة التجاوب والتفاعل الكافيين من زملائه في القيادة, لذا تقدم لهم باستقالته.

واستقالة الأصم ليست الأولى داخل الحرية والتغيير، فقد سبقتها استقالة أسامة أحمد من وزارة الصحة بولاية الخرطوم، ومحمد عصمت من لجنة التعيينات بالتحالف، مؤكداً أن كل تلك المواقف تعطي مؤشراً على وجود خلل واسع وكبير في التحالف الحاكم الذي تسيطر عليه 4 تنظيمات فقط، وهي حزب الأمة، والتجمع الاتحادي، وحزب البعث العربي الاشتراكي ومفصولو الحزب الشيوعي، مع تهميش بقية التنظيمات ومن الواضح فإن الخلل داخل الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية سينعكس تلقائياً على الأداء الحكومي ويهدد وحدة التحالف ككل في الفترة المقبلة إن لم تكن هناك إصلاحات داخل هياكل هذه الكتل السياسية

المصدر : العرب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.