كورونا فيروس .. اليمن يقف عاجزًا أمام الوباء
أطلقت العديد من الجهات الدولية تحذيراتها من تفشي فيروس كورونا في اليمن ، مشيرة إلى أن البلد الذي أنهكته الحرب طوال الخمسة أعوام الماضية لا يملك نظامه الصحي من الإمكانيات ما تعينه للتصدي للجائحة حال انتشارها.
وضع مقلق
وصف “مايكل راين” رئيس برنامج الطوارئ في منظّمة الصحة العالمية، الوضع في اليمن بالمقلق، محذرًا من أن يخرج الوباء عن السيطرة في اليمن ويؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها في حال لم تتوفر ظروف أكثر سلمًا، وذلك وفقًا لما نقله موقع (بي بي سي عربي).
وقال راين إن إمكانية انتشار فيروس كورونا في اليمن تظل قائمة، مما يجعلنا نصف الأوضاع بالمقلقه، لافتًا إلى ضرورة نقل المستلزمات لمواجهة الفيروس وذلك بتدريب العاملين والقيام بعمليات الرصد وتتبع الحالات في ظل هذه الظروف يبدو صعبا وخطيرا للغاية.
عدن مدينة موبوءة
خرجت اللجنة العليا لمواجهة وباء فيروس كورونا في اليمن الأسبوع الماضي ببيان تؤكد من خلاله أن مدينة عدن، مدينة موبوءة، وذكرت عبر صفحتها بتويتر أن هذا القرار جاء بناءاً على أن المدينة شهدت ارتفاعًا في حالات الإصابة بالفيروس، فضلًا عن وجود أمراض أخرى نتيجة السيول والأمطار التي ضربت المدينة في مؤخرًا.
أعراض مشابهة لكورونا
أعلنت منظمة “أنقذوا الأطفال”، الإسبوع الماضي، عن وجود 380 حالة وفاة في مدينة عدن جنوبي البلاد، ظهرت عليهم أعراض مشابهة لأعراض فيروس كورونا، موضحة عبر بيانها عن افتقار العاملين في المجال الطبي والرعاية الصحية إلى معدات الحماية اللازمة.
وأكدت المنظمة على وجود كوادر طبية ترفض تأدية عملها، في الوقت الذي أغلقت فيه عدة مستشفيات أبوابها، وقال محمد الشماع مدير برامج المنظمة في اليمن، إنهم سمعوا عن أسر فقدت اثنين أو ثلاثة من أفرادها خلال الأسابيع الماضية.
أرقام لاتعكس الواقع
وتشير منظمات صحية دولية إلى أن الأرقام التي تم الكشف عنها مؤخرًا في اليمن جراء الإصابة او الوفاة بفيروس كورونا لا تعكس الواقع.
حيث أوضحت منظمة أطباء بلا حدود، أنه من الصعوبة بمكان أن يتم معرفة وتحديد انتشار فيروس كورونا في اليمن ، عطفًا على أن الفحوصات الطبية هنالك محدودة للغاية، بالإضافة إلى أن المصابين يأتون إلى المستشفى في عدن بعد أن يتمكن منهم المرض الأمر الذي يصعب من عملية علاجهم.
بدورها قالت وكالة رويترز للأنباء إن عدد الأشخاص المشتبهين بإصابتهم بالفيروس، وعدد الوفيات، أكبر من تلك الأرقام التي أعلنت عنها السلطات.
مصادر مطلعة
وتحدثت أربعة مصادر مطلعة لوكالة رويترز للأنباء، طلبت عدم الكشف عن هويتها، مؤكدة بان الأرقام التي تم تسجيلها رسميًا تبدو أقل بكثير من الواقع.
وذكرت المصادر أن السلطات الطبية لدى الحوثيين لم تكن شفافه مع منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بنتائج اختبارات لما لا يقل عن 50 مريضًا، ظهرت عليهم أعراض مشابهة لمرض كورونا في مستشفى الكويت في صنعاء، في حين قال مصدران من المصادر إنهما شاهدا 20 مريضا غيرهم، وعليهم أعراض مشابهة وإنهم توفوا في نفس المستشفى.
موت في البيوت
ويؤكد تحقيق وكالة رويترز للأنباء على لسان مصادرها، بان السلطات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المدعومة من السعودية، لم تقم بالكشف هي الأخرى عن مدى الانتشار الحقيقي للفيروس.
وكشف مصدران من المصادر الأربعة، عن وجود 13 مريضًا بفيروس كورونا على الأقل، لقوا حتفهم في مستشفي الأمل بعدن.
وفي ذات الوقت قال مصدر آخر لرويترز إن مدينة عدن بها عشرات الأشخاص الذين يموتون في بيوتهم، ولا يتم إجراء فحوصات للتأكد من أسباب الوفاة، كما ترفض بعض المستشفيات إدخال المرضى الذين تظهر عليهم أعراض فيروس كورونا وذلك لكونها ليست مجهزة لاستقبال تلك الحالات.