لايقركم حديث الغرب عن حقوق الإنسان.. أفعالهم تكذبهم
تفنَّن الأوربيون منذ القِدَم في ابتكار أبشع وسائل التعذيب ، كالتمشيط بأمشاط الحديد ، واستخدام النّشر بالمنشار ، وسحق العظام بآلات ضاغطة ، واستخدام الأسياخ المحمية على النار ، وفسخ الأرجل ، وشقّ الفك ، واخترعوا (مقلاع الثدي) لخلع أثداء النساء من جذورها ، والتابوت الحديدي ، وكرسي محاكم التفتيش الذي يحتوي على مسامير في كل نقطة منه ، ومؤخراً في سجون أبوغريب وغونتنامو حافظوا على كل الأساليب القديمة غير أنهم أوغلوا عميقاً في وسائل الإذلال الجنسي ، والقهر النفسي ، والإغراق المائي ، والصعق بالكهرباء ، وغيرها مما فضح بعضه الإعلام.
تفرّد الأوربيون بريادتهم أبشع الجرائم الإنسانية تحت مظلة البحث العلمي والتجارب الطبية ، فمنذ الحرب العالمية الثانية أجرى العديد من الأطباء الغربيون تجارب مؤلمة وغالباً ما أدت إلى موت عشرات الآلاف من الأسرى والسجناء والغجر واليهود والأطفال فاقدي الأبوين ، وذوي الإعاقة ، وكانت أهدافهم 1️⃣ضمان التفوق العرقي لهم ، وتعقيم أو تخليق عِرق أدنى للآخرين.
2️⃣زيادة قدراتهم العسكرية باستخدام الأسلحة الكيميائية والبيلوجية وغيرها
3️⃣تطوير صناعة الأمراض واللقاحات والأدوية.
في ألمانيا أجريت تجارب شهيرة وموثقة مثل تجارب جوزف منجيل في أوشفيتز ، تجارب العلماء في أوشفيتز ورافنزبروك ، وتجارب فيرنر فيشر في ساكسنهاوزن ، وتجارب أوغسط هرت في ستراسبورغ ، وغيرها .. ومما تضمنته هذه التجارب تعريض العينات البشرية (الضحايا) لمستويات مختلفة من الضغط الجوي لتحديد الحد الأعلى والأدنى قبل الوفاة ، وكيفية التغلب على زيادة الضغط لكفاءة الطيارين الألمان ، تجميد العينات البشرية وإعادة تذويبهم لدراسة المتغيرات ، تجارب تطوير مركبات وأمصال التطعيم للوقاية والعلاج من الأمراض المعدية من خلال حقن العينات البشرية بأمصال تحت الاختبار ثم حقنهم مجدداُ بالأمراض كالملاريا والتيفوس والسل وحمى التيفوئيد والحمى الصفراء والتهاب الكبد المُعدي ، واستخدام الأسلحة الكيميائية مثل غاز الخردل والفوسجين ضد العينات البشرية من أجل اختبار تأثيراتها بدقة وكذلك اختبار الأدوية الممكنة ، ويكفي الإشارة إلى أن تجارب الأطفال التوأم وحدها قد ضمّت ١٥٠٠ توأم لم ينجو منهم سوى ٢٠٠ فقط.
في الولايات المتحدة الأمريكية كان لها (ولايزال) النصيب الأوفر من هذه التجارب ، وقد تركزت عيناتهم البشرية على ذوي البشرة السوداء وخاصةً الأفارقة ، والفقراء والمشردين ، والمعاقين ذهنياً ، ومنها عمليات تحويل الجنس للأطفال ولاسيما أحد التوائم والتي كانت تنتهي بانتحار الضحية ، نشر أمراض الزهري والسيلان والقروحات في غواتيمالا ١٩٤٦م-١٩٤٨م (اعتذر عنها أوباما مؤخراً) ، تجارب اغتيال الضمير (تجارب في منتهى البشاعة) ، تجارب دواء ضد التهاب الكبد الوبائي الذي ضخوه في أجساد ٤٠٠٠ من الأطفال المعاقين ذهنياً ، تعريض العينات البشرية إلى الأسلحة الكيميائية والبيولوجية بما في ذلك تجارب إشعاعية على البشر وحقنهم بكيماويات سامة ومشعة ، وتجارب جراحية دون تخدير تم إجراؤها على نساء إفريقيات مستعبدات ، وتجارب نزع خصيتي السجناء وزرعها لسجناء آخرين ، وتجارب زرع خصاوي كباش وخنازير وماعز للسجناء ، تجارب تأثير مواد الهلوسة على عمليات الإستجواب ومدى فائدتها في عمليات التعذيب ، وتجارب التعقيم القسري على السجناء ، والعديد من هذه الاختبارات أجريت على الأطفال ، والمرضى والمعوقين ذهنياً ، تحت ستار العلاج الطبي ، وقد أنتجت أمريكا أمراضاً للبشرية مثل الإيدز والإيبولا ونشرتهما بشكلٍ ممنهج في إفريقيا ، ولازال الناس يعاصرون تداعيات انتاجهم لفيروسات العائلة التاجية (كورونا) ولقاحاتها بهدف تعديل الجينوم البشري والتحكم فيه ، ويكفي الإشارة للتجارب الكيميائية والجرثومية الموثَّقة والتي ألقاها الجيش الأمريكي بالطيران على عدد من الولايات الأمريكية نفسها في الخمسينات .. فما بالك بما فعلوه في إفريقيا وفيتنام والعراق وأفغانستان.
أباد الأوربيون شعوب قارات الأمريكتين وأستراليا ، وليوبولد الثاني ملك بلجيكا في أواخر القرن التاسع عشر قتل ما يزيد عن ١٥ مليون في الكنغو ، وفرنسا خفضت سكان الجزائر من ٣ مليون الى نصف مليون ، وقد أوعزت وساهمت فرنسا وبلجيكا في مذابح رواندا وبورندي الأخيرة ، فيما أباد الألمان شعبي الهيريرو Herero والناما Nama في ناميبيا.
من المهم الإشارة إلى أن هذه الجرائم ضد الإنسانية ، وجرائم الحرب ، والإبادة الجماعية ، والانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان ، وجرائم الاعتداء على الشعوب الأخرى .. لا تتعارض مطلقاً مع جوهر الفلسفة المادية بنظرياتها الماركسية أو الرأسمالية ، بل إن هذه الجرائم كانت ضرورة حتمية لتقدُّم الإنسانية من الناحية الفلسفية البحتة بحسب ما يرى غالبية مفكريهم ، ولذلك .. وحتى بعد انتصار الحلفاء .. لم تشمل محاكمات نورينبرج جرائم التجارب الطبية ، وهو ذات فعلته وتفعله أمريكا إلى اليوم ، وللمزيد من الاستخفاف بالشعوب الأخرى فقد أنشؤوا المحكمة الجنائية الدولية في ٢٠٠٢م خصيصاً من أجل محاكمة الشعوب الأخرى (الدول المارقة) على هذه الجرائم ، ولازالوا يرفضون بإصرار إضافة جريمة العدوان Aggression لمهام المحكمة لأنهم لايزالون الوحيدون دون غيرهم الذين يعتدون على غيرهم دون أدنى وجه حق .. وفيما ورد من نماذج كفاية لتوضيح صفتي القسوة المتوحشة ومدى الاستعلاء والصلف الذي تتميز به الشخصية الأوربية والغربية حتى يومنا هذا.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.