لا يمكن اختزال شرق السودان في ناظر واحدٍ

لا يمكن اختزال شرق السودان في ناظر واحدٍ

(الحرية والتغيير) في حالة حوار متواصل مع لجان المقاومة والقوى الثورية

هناك من يخلط بين قضايا الإقليم وأجندة الحركة الإسلامية

حوار: عبد العظيم عمر

رحب والي كسلا السابق صالح عمار بوفد الآلية الثلاثية بقيادة الأمم المتحدة والإيقاد والاتحاد الإفريقي في الولاية، معتبراً أنّ الخطوة تأتي لتسهيل التفاوض وإلحاق الشرق بالسلام.

وقلل صالح في هذه المقابلة القصيرة مع (الانتباهة) من دعوة الناظر ترك التي تطالب بإلغاء مسار شرق السودان، مبيناً أن هذه المسألة حولها اختلاف كبير.

واتّهم صالح عمار الانقلابيين بالقيام بدورٍ في ما يحدث في شرق السودان، معتبراً أنهم الفاعلون لما يحدث باستخدام الأفراد.. وغير ذلك فإلى مضابط الحوار القصير.

  • في الأيام الماضية سجّلت الآلية الثلاثية ممثلةً في الأمم المتحدة والإيقاد والاتحاد الإفريقي زيارةً إلى كسلا.. أولاً كيف تقرأ هذه الزيارة؟ ــ الزيارة متوقعة باعتبار أن الآلية الثلاثية تعمل في إطار الترتيبات بخصوص العملية السياسية التي تجرى بالبلاد، فوجودها الأخير يأتي لغياب شرق السودان عن التمثيل في المفاوضات بشأن هذه العملية، ولذلك كانت الآلية حاضرة لإلحاق الاقليم بالاتفاق.
  • هل تعتقد أن هذه الزيارة يمكن أنّ تلعب دوراً إيجابياً في إطار السعي لإنهاء التعقيد السياسي الراهن في البلاد؟ ــ على أي حالٍ زيارة الآلية الثلاثية مرحّب بها، فالإقليم في حاجة إلى جهد لتسهيل التفاوض وترسيخ السلام والحاق الشرق بالاتفاق الذي يجري حالياً.
  • زيارة الآلية الثلاثية إلى كسلا تأتي في وقتٍ تعلن فيه الهيئة التنسيقية لكيانات شرق السودان رفضها التسوية الثنائية.. ما مدى تراجع الأخيرة عن موقفها؟ أولاً.. لا يمكن اختزال شرق السودان في ناظرٍ واحدٍ، فهناك أكثر من ستة ملايين نسمة يقطنون في الإقليم، وبالتالي لا توجد آلية تمنحه الحديث باسم هؤلاء جميعاً، فترك يمثل قبيلة لها الاحترام لكنها نفسها غير مجمعة عليه، وهناك قوى رئيسة شعبية تتمثل في القوى المدنية والسياسية المختلفة.
  • ولكن ترك هو رئيس الهيئة التنسيقية لكيانات شرق السودان، وبالتالي هو رئيس مجلس البجا؟ ــ ولكن في مواجهته هناك مجلس نظارات الشرق الذي يضم (17) ناظراً وزعيماً أهلياً أيضاً لهم الحق، ولهم وجود أقوى وصوت مسموع كذلك.
  • أخيراً.. دعا والي كسلا خوجلي المجتمع الدولي الى عدم معاقبة مواطني شرق السودان بوقف أو تجفيف الخدمات والمشروعات التي كانت قائمة بحجة قرارات (25) أكتوبر الماضي.. ما تعليقك على ذلك؟ ــ هذا حديث غريب للغاية، وأنا استغرب لحاكم مسؤول واحدى مهامه توفير الخدمات لمواطني ولايته أن يدعو لذلك، فإن كان غير قادرٍ على تلبية احتياجات المواطنين عليه أن يستقيل، وأعتقد أنّ هناك تناقضاً في الأمر، فكيف تعمل على خطاب ضد المجتمع الدولي ومن ناحية أخرى تدعو إلى المساعدة، فهذا في رأيي أمر مثير للاستغراب.
  • يقف شرق السودان ضد اتفاقية سلام جوبا ويطالب بإلغاء مسار الشرق.. إلى أيّ مدى يمكن أن تجد دعوته هذه استجابة؟ ــ أولاً.. هذا الوصف غير دقيقٍ، فهناك خلاف بين سكان الإقليم حول اتفاقية سلام جوبا بخصوص مسار الشرق، فالبعض مؤيد والآخر معارض، وبالتالي هذه القضية باتت تشكل نقطة استقطاب في الإقليم، وهي موضوع خلاف لكن ليس صحيحاً أنّ كلّ سكان الإقليم ضد المسار.
  • إذن كيف يمكن الوصول إلى صيغة توافقية حولها؟ ــ الحل يتمثل في إجراء حوارٍ بتسهيلِ وسطاء لديهم القبول من كلّ الأطراف المؤيّدة والمعارضة والقوى المدنية والسياسية الأخرى، للوصول إلى حلّ نهائي بشأن أزمة مسار الشرق.
  • ولكن.. الصوت البارز حالياً هو رئيس مجلس البجا الناظر محمد الامين ترك الذي يدعو إلى إلغاء المسار ضمن مطالب شرق السودان؟ ــ هذه الدعوة لا تمثل الشرق بأكمله، وإنما تمثل الناظر ترك، فهناك (17) ناظراً يمكن أن يفعلوا كما يفعل ترك، ولكن صمتهم حالياً يأتي لعدم جر الإقليم للصراع، ولذلك لا حراك لهم على الأرض، ولو حدث سيؤدي إلى صراع دموي، ولذلك يبرز ترك كصوت عالٍ، فهو لا يكترث لمسألة السلام ويعمل أي حراك حتى لو أدّى إلى صراع وحرب أهلية.
  • هناك من يرى أن الصراعات في شرق السودان أعاقت التحول المدني وتسببت في الوضع الراهن؟ ــ هذا صحيح، ولكن حتى نكون واقعيين فإن الانقلابيين لهم دور في ذلك وهم الفاعلون لكل ما يحدث باستخدام الأفراد في الشرق كأدوات.
  • إذا سلمنا بأن الانقلابيين هم الفاعلون.. ألا ترى أن الخلافات البارزة بين أبناء الشرق سهلت مهمتهم وساعدت في ما وصل إليه الحال؟ ــ اتفق معك في ذلك، لكن الخلافات البارزة في الشرق ليست الآن كما كانت في السابق، فالآن شرق السودان تجاوز الصراع المباشر، وما يظهر من خلافات هي في الإعلام فقط، ولكنّ على أرض الواقع ليس هناك قتل وهجوم على الأرض كما كان يحدث في الماضي.
  • ولكن هذه الخلافات في النهاية تعني عدم اتفاق بين أبناء الشرق؟ ــ هذه الخلافات ليست وليدة اللحظة، فنظام الحركة الإسلامية السابق لعب دوراً فيها، وهناك الآن من يخلط بين قضايا الإقليم وأجندة الحركة الإسلامية وهذه هي المعضلة.
  • في خواتيم الأسبوع الماضي أعلنت الحرية والتغيير المجلس المركزي عن اتفاق إطاري مع المكون العسكري.. هل تعتقد أن ذلك يمثل بارقة أمل لإنهاء الأزمة الراهنة؟

ــ علينا أنّ نتفاءل، فالوضع الذي وصلت إليه البلاد بات مهدداً للدولة، وأعتقد أن هناك طريقاً للحل، ولكن لا أعتقد أنه توجد ضمانات من المكون العسكري للمضي في طريق الحل.

  • لماذا؟ ــ الشواهد في ذلك كثيرة، فهناك اتفاقيات وُقعت ولكن لم تجد التنفيذ من جانب العسكر وساهمت في التعقيد.
  • ولكن بالمقابل الحرية والتغيير لا تجد خطوتها إجماعاً من القوى الثورية الأخرى.. ألاّ ترى أن ذلك قد يهدم ما تم؟ ــ حسب علمي أن الحرية والتغيير في حالة حوار متواصل مع لجان المقاومة والقوى الثورية الأخرى للوصول إلى اتفاق، وعموماً أبواب الحوار مفتوحة وهناك بارقة أمل، ومؤكد سيتم الوصول إلى صيغة توافق بين كل قوى الثورة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.