لقاء (الأمة) و (الشيوعي).. مَنْ يستميل مَنْ؟


في أغلب الاوقات كان حزب الأمة يتخذ وضعية الاتجاه العام او ما تسمى استراتيجية التقرب من السلطة اياً كانت، وعلى العكس يقف الحزب الشيوعي في اتجاه مغاير ويسلك الطريق الآخر المعارضة، اذ انه يجد صعوبة في بناء العلاقة التي يحتاج إليها مع الحكومة، ولكن هذا الاختلاف في نظر الكثيرين انه ربما يتبدد في ظل التغييرات التي بدأت تحدث واللقاءات التي تتم، ولكن آخرين يرون ان هناك تحركات لجذب واحد نحو الآخر، الا ان الهدف من تلك الاجتماعات لم يتضح حتى الآن هل اتجاه الامة يسار ام تعديل وجهة الشيوعي يمين او قبول الحزبين بالوضع القائم والمشاركة في إيجاد حلول للقضايا الراهنة؟
(1)
وفي بيان مشترك أعلن حزبا الأمة القومي والشيوعي اتفاقهما على تفعيل عمل اللجنة المشتركة، للتنسيق في قضايا الحُريات والوضع المعيشي. والتقى وفد من المكتب السياسي للحزب الشيوعي يضم (صالح محمود وعلي الكنين ومحمد المختار وصديق التوم) بقيادات من حزب الأمة القومي على رأسهم فضل الله برمة ناصر رئيس الحزب ونائبته مريم الصادق، علاوة على إحسان عبد الله مساعد الرئيس وأميمة كمال من الأمانة العامة.
وكشف بيان مشترك أعقب اللقاء عن اتفاق بين الحزبين على تفعيل اللجنة المشتركة من أجل العمل على تطوير التنسيق في القضايا الوطنية المتفق عليها، مثل الحريات والمعيشة ومواصلة التفاكر حول جميع القضايا المتوافق حولها من أجل توسيع مساحات التلاقي الوطني، وأعلن الطرفان دعمهما البناء النقابي القائم على أسس الحرية والاستقلالية والديمقراطية، والمفضي إلى ترسيخ وتمتين التحول الديمقراطي المنشود، وأشار البيان إلى أن اللقاء جاء في إطار التواصل الوطني المهم والمطلوب خاصة بين الشيوعي والأمة لتاريخهما الوطني العريق والعلاقات الممتدة بينهما، كما أنه يأتي في ظرف دقيق تفاقمت فيه الأزمات الداخلية والإقليمية والدولية المحيطة بالسودان، مما يتطلب تضافر القوى الوطنية الحادبة على استقرار وسلام وسيادة السودان.
(2)
وظل الحزب الشيوعي يرفض أي عمل مشترك مع ائتلاف الحرية والتغيير الذي يعد حزب الأمة القومي أحد أطرافه الرئيسة، ولكنه لا يمانع في المقابل من التحاور مع مكوناته بصورة منفردة، وفي نوفمبر 2020م أعلن الحزب الشيوعي انسحابه من تحالف الحرية والتغيير، الائتلاف الحاكم وقتذاك، احتجاجاً على ما وصفه بانخراط عناصره في اتفاقيات سرية ومشبوهة داخل وخارج البلاد، مع قيادة التحالف نحو الانقلاب على الثورة، والموافقة على السياسات المخالفة للمواثيق والإعلانات المتفق عليها.
ومن جانبه اوضح القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار أن زيارة نائب رئيس حزب الامة القومي مريم الصادق المهدي زيارة اجتماعية وليست رسمية، وقال كرار في حديثه لـ (الإنتباهة): (لكن باب الشيوعي مفتوح للنقاش حول قضايا الوطن، ويقبل النقاش مع جميع القوى السياسية والكيانات ماعدا العساكر او الفلول)، واضاف قائلاً: (ربما تفتح الزيارة الباب لاجتماع بين الحزبين، ولكن خط الشيوعي واضح وهو المظاهرات والمواكب وعدم القبول بالتسوية والاتفاق الاطاري الذي لن يؤدي إلى نتيجة، وقد نستطيع اقناع اطراف التسوية بخط الشيوعي والشارع، ولكننا لن نتراجع عن موقفنا ولن نغلق الباب امام النقاش).
ويري مراقبون ان هناك محاولات يقودها الحزبان في ظل تأزم الوضع السياسي لتقديم رؤيتهما ومحاولتهما كسب اكبر قدر من القوى الاخرى لمشاركتها الرؤية واحداث تغيير، وينظر كل من الحزبين للثورة نظرة مختلفة، لكن هذا اللقاء سيكون بداية للقاءات متعددة ربما تسفر عن اتفاق حول وضع رؤى مشتركة لبعض القضايا، ولكن وقوف كل حزب عند محطة محددة مثل الشيوعي الذي يتمسك بعدم التراجع عن مبادئه في رفض التسوية والاتفاق الاطاري، وفي الجانب الآخر يظل موقف الامة الذي يصفه الكثيرون بالرمادي في ظل امكانية تبعيته لاية حكومة، فإن ذلك يجعل من الصعب التنبؤ باي اتجاه سوف يسير الحزبان

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.