لقاء (قحت) و (الوطني).. (الشينة منكورة)


ضجت الاسافير ومواقع التواصل الاجتماعي بأنباء تحدثت عن وساطة يقودها القيادي بالمؤتمر الشعبي عمار السجاد للقاء يجمع بين الحرية والتغيير والوطني المحلول لتحييد موقف الأخير من اعاقة الانتقال المتعثر.
وعلى الرغم من ان صدى الاخبار لم يستمر كثيراً وضاع في زحام تداعيات الاتفاق الاطاري، الا انه رسم تساؤلات عديدة اولها عن مدى مصداقية ما تم تداوله، وحال كانت الانباء صحيحة ما هي المخاوف التي تعتري مجموعة المجلس المركزي وما هو موقف الاسلاميين من الاوضاع السياسية الحالية.
السجاد يوضح
(الانتباهة) للتقصي عن نبأ الوساطة استنطقت القيادي بحزب المؤتمر الشعبي عمار السجاد الذي نفى في حديثه لـ (الانتباهة) ما تم تداوله، ولكنه عاد وقال ان الخبر الذي تم استعراضه خلال الايام الماضية مشوه وأضاف قائلاً: (حينما سطرت على صفحتي بوستاً قصدت وساطتي التي جرت في عام ٢٠١٩م وليس الآن). واوضح ان الحرية والتغيير طلبت منه ذلك العام 2019م قيادة وساطة بينهم وبين الوطني المحلول، ولكن رد الوطني جاء متأخراً وبعد فوات الأوان، ومضى قائلاً: (الحديث ليس جديداً)، وابدى السجاد رغبته في ان يقود وساطة اخرى الآن لان الاجواء السياسية باتت تسمح بذلك، وانها ستكون ضرورية، ولكنه عاد وقال ان الشعب عليه اولاً ان يتقبل المؤتمر الشعبي لانهم وضعوه في خانة الخلف.
وليست هذه المرة الاولى التي يتم فيها تداول عن اجتماعات بين الحرية والتغيير والوطني، حيث أشار عدد من الكتاب الصحافيين لهذه الانباء وان كانت اشارات غير مباشرة، وتأتي في سياق التحليل اكثر من كونها معلومة خبرية.
مراقبون اعتبروا ان اثبات فرضية لقاءات جرت بين المركزي والاسلاميين صعبة، ولكنها ورادة في سبيل محاولات قوى الحرية والتغيير تحييد التيار الاسلامي وعدم الانجراف في مواجهتهم بشكل مباشرة في ظل تحديات تعتري الاتفاق الاطاري الذي ابرمته احزاب المركزي مع المكون العسكري والذي قد يصل لنهاياته في غضون الشهر الجاري.
وعن المخاوف التي تعتري مجموعة المجلس المركزي يجيب خبراء سياسيون بانهم يخشون معارضة الوطني للحكومة المرتقبة عقب التوصل لاتفاق نهائي، الامر الذي قد يسقطها ويجعلها تجد مصير حكومتي عبد الله حمدوك، خاصة ان عمق الاسلاميين مازال كبيراً وتحديداً عبر اذرعهم الاقتصادية.
ويعود القيادي بالشعبي عمار السجاد ويقول ان الجلوس مع الوطني يحتاج لشجاعة، وهي ميزة تفتقدها قوى الحرية والتغيير، خاصة ان اوضاعهم الداخلية لا تسمح بذلك نسبة للمزايدات الكثيرة داخل التنظيم الذي تبنى الثورة ثم تعرض لهزات وانشقاقات.
وفي منحى آخر يقول السجاد: (الشارع الآن أصبح يحن للنظام البائد ويريد عودته، ومازال المركزي بعيداً عن الواقع وتعيش مكوناته في الاوهام).
انسداد الأفق السياسي
وتشهد الساحة السياسية اوضاعاً معقدة وازمة يصفها المراقبون بالاعقد في تاريخ فترات الانتقال، حيث مازالت مكوناتها تعيش حالة من انسداد الافق والتجاذبات السياسية. وفي خضم المتغيرات يواجه الفرقاء السودانيون صعوبة بالغة في اخراج مولود الاتفاق الاطاري للنور خاصة في ظل رفض قوى سياسية عديدة وتحالفات على غرار الكتلة الديمقراطية، وهو ما استدعى تدخلات دولية واقليمية، ولكن هذه المرة من الجارة مصر التي قدمت مقترحاً لحوار بين الفرقاء برعايتها.

وتباينت ردود الافعال حيال الانباء التي انتشرت عن لقاءات المركزي والمؤتمر الوطني، حيث يرى محللون أن هذه اللقاءات متوقعة وليست مع الحرية والتغيير فقط وانما مع المكون العسكري ايضاً، فيما استبعد آخرون ذلك ووصفوا الأمر بالمستحيل، محملين ما حدث وما سيحدث للحزب الوطني المحلول.
ويسخر المحلل السياسي صلاح الدومة في حديثه لـ (الانتباهة) مما يتم تداوله بقوله ان الشائعات اصبحت كثيرة خلال الايام الماضية، ولكنه عاد وقال ان كل الاحتمالات واردة، وأضاف قائلاً: (في حال انه لم تتم اية لقاءات فهذا يوضع في خانة الأكاذيب التي يطلقها الذباب الإلكتروني، اما اذا كان صحيحاً فربما ان المؤتمر الوطني يريد أن يدخل في مفاوضات لأنه لا يريد فتح بعض الملفات خاصة ملف التفكيك وما حدث في نظام الثلاثين من يونيو لانه يشعر بقلق من ذلك)، وتابع الدومة قائلاً: (ان الوطني يريد تحجيم عناصره في الدولة العميقة، وهذه من الأجندة المتوقع أن تكون مطروحة، واذا صح ذلك أيضاً فإن الحرية والتغيير تريد تقديم تنازلات، وليس بالضرورة ان تكون النتائج إيجابية، وهذه تكهنات فقط، وليس كل ما أقوله أوافق عليه).
نفي واستبعاد
ومن جهتها نفت القيادية بالحرية والتغيير عبلة كرار لـ (الانتباهة) نبأ لقاءات الوطني المحلول معهم، وتابعت قائلة بعدم منطقية ما يتم الترويج له لعدم وجود اسباب تدعو إلى هذا النوع من اللقاءات، وأضافت قائلة: (ان الاتفاق الإطاري المبدئي والنهائي تحدث بشكل واضح عن استثناء المؤتمر الوطني من اية فعاليات سياسية، لان واحدة من الركائز الأساسية لهذا الاتفاق إزالة تمكين النظام البائد من كافة أجهزة الدولة النظامية والمدنية وإزالة التمكين الاقتصادي لهذا النظام).
وتواصل د. عبلة في افاداتها وتبدي استغرابها من انتشار هذه الانباء بمساحات واسعة بقولها: (ليس من المنطق او العقل ان يتم اي تواصل على اي مستوى مع هذا النظام). وذكرت ان تصريحات المؤتمر الشعبي كاذبة ودون اي اساس ومقصود منها إثارة البلبلة وتعكير الأجواء وخلق اهتزاز في الثقة لإضعاف الاتفاق.
قيادي بالوطني ــ فضل حجب اسمه ــ نفى لـ (الانتباهة) ان تكون قد جرت اية لقاءات رسمية بينهم وبين الحرية والتغيير، وقال: (لكن على المستوى الفردي قد تحدث في اطار التواصل الاجتماعي لا اكثر).

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.