لماذا إصرار الولايات المتحدة الأمريكية تغريم السودان مبلغ ٣٣٥مليون دولار وهو زهيد بالنسبة لها

ألغت المحكمة الأميركية العليا في السابق حكما يأمر السودان بدفع تعويضات إلى عائلات 17 بحاراً أميركيا قتلوا في تفجير المدمرة الأميركية “يو اس اس كول” في تفجير نفذه تنظيم القاعدة في العام 2000.

واستندت المحكمة في قرارها على أسباب إجرائية، فبموحب القانون المتعلق بمحاكمة دول أجنبية، قالت المحكمة إنه كان يجب تسليم الحكومة السودانية الشكوى في الخرطوم وليس عبر سفارتها في واشنطن.

وقالت المحكمة إنه “في القضايا التي تكون لها تبعات دبلوماسية حساسة، فإن حكم القانون يتطلب الالتزام الصارم بالقوانين”.

وصوت 8 من قضاة المحكمة لصالح القرار فيما عارضه قاض واحد.

وفي 12 تشرين الأول/أكتوبر عام 2000 فجر رجلان قاربا مطاطيا مليئا بالمتفجرات قرب المدمرة المزودة بصواريخ موجهة بينما كانت تتزود بالوقود في ميناء عدن بجنوب اليمن، ما أحدث فجوة في بدنها.

وقتل في الهجوم 17 بحاراً أميركيا فيما أعلن منفذا الهجوم انهما ينتميان لتنظيم القاعدة.

وكانت محكمة أميركية قضت بأن السودان مسؤول عن الهجوم لأن منفذي الهجوم تدربا في السودان، وهو ما نفته الخرطوم.

وفي 2012 أمر قاض في واشنطن السودان بدفع مبلغ يزيد عن 300 مليون دولار لعائلات الضحايا.

ورحب السودان بقرار المحكمة في وقت متأخر من الثلاثاء.

وقالت وزارة الخارجية السودانية إن “هذا الحكم خطوة هامة في اتجاه دحض المزاعم القائمة حول صلة السودان بالعمليات الإرهابية”.

ويأتي هذا الحكم في الوقت الذي تجري فيه واشنطن والخرطوم محادثات لإزالة السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب والتي ادرجتها عليها في 1993 بسبب اتهامها بدعم مسلحين إسلاميين. وبعد الثورة والسودان أصبح لايملك شي تأتي الحكومة الأمريكية بعد سنوات تطالب السودان بدفع تعويضات لضحايا المدمر كول.
الولايات المتحدة هي التي أصرت على تعويض 335 مليون دولار من السودان ، والتي كان قد بدأ في التعافي من الثورة المدنية. يمكن القول إن واشنطن ألزمت الخرطوم بدفع هذه الأموال باعتبارها “تذكرة” باهظة الثمن ، وبعد ذلك بدأت الولايات المتحدة تفكر في سحب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
ما تجدر الإشارة إليه أيضًا هو أن هذه الأموال للولايات المتحدة كانت ضئيلة للغاية. إذا لماذا إصرارها بدفع التعويض لتثبت أن الإسلام هو الإرهاب وتريد أن تحاربه بواسطة الحرية والتغيير.. وأما بالنسبة للسودان ، الذي كان ينتظر ازمات جديدة بما في ذلك الانهيار الاقتصادي (الذي توقعه الجميع) ، كان هذا مبلغًا مهما للغاية. في وقت لاحق ، كان لا بد من استجداء هذه الأموال حرفياً من صندوق النقد الدولي ودول أخرى ويدخل السودان في دوامة الديون

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.