مؤتمر بروكسل .. دمشق ترفض التدخل في شؤونها الداخلية
أكدت دمشق اليوم الأربعاء أن مؤتمر بروكسل يشكل تدخلًا سافرًا في الشأن الداخلي السوري فالأنظمة التي قدمت كافة أشكال الدعم للإرهاب وتفرض العقوبات المتتالية، لا تستطيع بأي شكل من الأشكال الادعاء بحرصها على السوريين.
ونددت بادعاء المجتمع الدولي “الحرص” على السوريين في خضم العقوبات الأميركية التي تشل البلاد.
تدخل سافر
وأوردت وزارة الخارجية في بيان أن “الجمهورية العربية السورية إذ تشجب مثل هذه المؤتمرات فإنها تعتبرها تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي السوري والذي هو من صلاحية واختصاص السوريين وحكومتهم الشرعية”، وفقًا لموقع صحيفة (العرب اللندنية).
وتؤكد أن المساعدة الوحيدة التي يمكن لهذه الأنظمة تقديمها للسوريين تتمثل في التوقف عن دعم الإرهاب تنفيذًا لقرار مجلس الأمن رقم 2253 الخاص بمكافحة الإرهاب واحترام سيادة سوريا وعدم التدخل في شؤونها.
نتائج المؤتمر
وأعلنت المفوضية الأوروبية، الثلاثاء، أن المشاركين في مؤتمر بروكسل لمساعدة اللاجئين السوريين الذي نظّمه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في بروكسل تعهدوا بتقديم 7,7 مليارات دولار، بينها 4,9 مليارات للعام 2020، رغم الصعوبات البالغة التي تواجهها الدول بسبب تأثير وباء كوفيد-19 على اقتصادات الجهات المانحة.
وقال مفوض إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي، يانيز لينارسيتش، إنه “يتشرف” بأن يعلن عن تمويل بقيمة 9,4 مليار يورو لعام 2020، بالإضافة إلى ملياري تعهدات تقدم على عدة سنوات.
وسيتم استخدام الأموال التي تم جمعها لتمويل المساعدات الغذائية والطبية والتعليم لملايين السوريين النازحين أو الذين أجبروا على النفي وكثير منهم يعيشون في حالة من انعدام الأمن الغذائي.
المؤتمر لدعم المتضررين
وتتطلع الأمم المتحدة إلى جمع حوالي 10 مليارات دولار للبرامج التي تدعم أولئك الذين تضرروا من الصراع هذا العام، ويعتبر مؤتمر اليوم جزءًا من الجهود المتواصلة لتحقيق ذلك.
وأشاد مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية مارك لوكوك بهذا النجاح الذي تحقق “في مرحلة يصعب فيها ايجاد تمويل”.
وكان صرح في مستهل المؤتمر “اذا حصلنا على 5,5 مليارات دولار فلن تكون نتيجة سيئة”. ووعدت مؤسسات الاتحاد الاوروبي بـ”2,3 مليار يورو لهذا العام والعام المقبل”.
ارتفاع معدلات الجوع
وحذرت منظمات إنسانية دولية الإثنين في بيان مشترك من أن معدلات الجوع في سوريا بلغت أرقاماً قياسية، داعية إلى تعزيز فرص وصول المساعدات وزيادة التمويل لملايين السوريين
وقالت مارتا لورينزو المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة أوكسفام في بيان “إنه لأمر مروع ألا يدرك المجتمع الدولي الحاجة الملحة لعلاج هذا الوضع “.
وقال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن المؤتمر أظهر “أننا لا ننسى الصراع المستمر، ولا ننسى معاناة الشعب السوري”.
ويعتبر هدف مؤتمر بروكسل الأساسي هو العمل من أجل حل سياسي في البلد الذي مزقته الحرب، والذي يدخل الآن عامه العاشر من الصراع. لكن التركيز الرئيسي للمؤتمر – وهو الرابع من نوعه – ينصب على تخفيف جزء من المحنة الإنسانية للشعب السوري.
انعدام الأمن الغذائي
وقالت دانييل مويلان، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا “يعاني نحو 3,9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، بزيادة 4,1 مليون شخص في الأشهر الستة الماضية وهو أكبر عدد تم تسجيله على الإطلاق”.
وأضافت أن سوء التغذية سجل مستوى قياسيا وزادت أسعار أصناف الطعام الرئيسية بنسبة 209% في المتوسط خلال الأشهر الـ12 الماضية.
ومن شأن الأموال الموعودة أن تتيح مساعدة نحو 12 مليون سوري لجأوا الى دول مجاورة او نزحوا داخل بلادهم، وفق ما اوضح المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة فيليبو غراندي.