ماذا بعد رحلات السفير الأمريكي

بعد تحركات السفير الأمريكي الأول والجديد بالسودان باحثا عن ثقافة المجتمع السوداني وليس سياسته ؛ ترى هل وعت النخب والقيادة السودانية أهمية القوة الناعمة للدول والمجتمعات ؟ إنها القوة المتمثلة في ثقافة وقيم وعادات وتقاليد وأعراف ومعارف أهل السودان، والتي تفوق القوة العسكرية التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية، لأن الأمريكان رغم تقدمهم المدني إلا أنهم متأخرين ثقافيا ومجتمعيا وقيميا مما يجعلهم دولة خاوية من الداخل ومجتمع أجوف وسيصبح في مهب الريح عند أبسط هزة ، فأبناء العم سام يعيشون حياة الجرائم الجنائية والتفكك المجتمعي كما أنهم ليس لهم تاريخ وإنما أقاموا مجتمعا من شتات الأرض ومهاجروها على دماء الهنود الحمر والسكان الأصليين ، أما المجتمع السوداني له عمق أخلاقي جعل إنسانه محلا للثقة في شرق الأرض وغربها ، وليس آخرها عملية إنقاذ إمرأة مصرية من عجلات قطار أدت لبتر يد المنقذ السوداني في مصر ، فالسفير الأمريكي كعادة النخب الغربية لا يتحرك خبط عشواء بل إنها خطوات مدروسة ومخطط لها تهدف إلى الوصول إلى مفاصل وجذور السودان ، وإذا جعل السفير الأمريكي جلّ إهتمامه بالسياسة والأحزاب والنشطاء فلن تكون آثاره طويلة المدى لأن هؤلاء مؤقتون وإلى زوال ، أما الثقافة السودانية هي الباقية في أصولها وكلياتها وإذا إعترتها متغيرات الزمن الحتمية فلن تؤثر إلا على الفروع والأطراف ، فالواجب على قادة السودان في مختلف المجالات إستثمار هذه القوة الناعمة السودانية وجعلها وسيلة للنهوض بحال البلاد والعباد .
مجاهد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.