ماذا تريد قحت وماذا يريد الإسلاميون من البرهان

أحد المتهمين الهاربين من منتسبي لجنة التمكين نشر قرارا للمحكمة العليا ، وعلق عليه موجها حديثه للبرهان (أقوالك في جهة وأفعالك في جهة أخرى ) ، وهذا الهارب من قبل هدد البرهان بأن (زي ما سجننا البشير حنسجنك) ثم بعد 25 أكتوبر ولى هارباً ولحق بشركائه ، لكن حديثه يفسر ما تريده عصابة قحت .
الخدمة التي قدمها البرهان لشرازم قحت والتي لا زالوا يطمعون في إستمرارها هو أنه مكنهم في دولة عاثوا فيها فسادا خربوا مؤسساتها ، وأنتهكوا حقوق المواطنين ، قسموا الشعب إلى فئتين فئة الثورة وفئة اللا ثورة ، جسدوا أسوأ الأمثلة في الإستبداد المدني ، ومارسوا أبشع أنواع الإرهاب المعنوي لخصومهم ، وهو ما عجل بسقوطهم المخزي .
تريد قحت جيشاً مؤدلجاً بأيديولوجيا الثورة أو جيشاً محلولاً ، جهاز أمن مدجن أو جهاز أمن مهيكل، شرطة مرتخية أو لا شرطة، قضاء يخدم عدالتهم العمياء أو لا قضاء ، نيابة تأتمر بأمر شللياتهم أو لا نيابة ، نقابات تجفف المؤسسات وتطرد الكفاءات أو لا نقابات ، تريد قجت إعلاما ممالئاً مطبلاً للثورة (لها) أو لا إعلام ، وتريد قحت كل ذلك بسلطة الجيش وتحت مظلته وحمايته بلا أي مسؤولية أخلاقية أو تبعات قانونية أو محاكمة تاريخ .
أوصلت قحت انصارها (المخدرين) لمرحلة أن من يخالفهم الرأي لا حق له ولا مواطنة ، أغرقتهم في تقديس الفعل السياسي وتقديس الأشخاص ، غمرتهم في وحل شيطنة المخالفين ، شرعنت الإرهاب وقانون الغاب ، ومأسست إنتهاك الحريات المدنية والإنسانية والحقوق والدستورية والقانونية ، وهذا لم يكن ليتم لولا الغطاء الذي وفره البرهان بإسم حماية الثورة والحرص على إستكمال الإنتقال .
ودخول البرهان اليوم في مواجهة سياسية مع الإسلاميين لا يكفي قحت ، هم يريدون أكثر من ذلك ، يريدون حاكماً عسكرياً يحميهم ، يخدم أجندتهم ويقهر خصومهم ، يحرس تجاوزاتهم وينحني لإبتزازهم ، حينها لا يكون إنقلابياً ولا مغتصباً للسلطة ، وإن فعل أقل من ذلك ف(البل) أولى به ، سلاحهم في ذلك سوط السفارات الأجنبية وصوت الإعلام (الحر) وضغط المحاور .
ولا ترضى قحت بأقل من ذلك وإن عادت عبر تسوية ثنائية ستتبنى مشروعا لإستكمال (الثورة) ويكون هدف هذا المشروع هو البرهان والجيش ، ولن تكرر قحت أخطائها السابقة والتي يتحسر عليها غلمانها اليوم ، وهي أنهم لم (يبلوا الكيزان) بشكلٍ كافٍ !

يوسف عمارة

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.