ماذا تقدم مصر المبادرات

• المخاوف المصرية تجاه ما حدث وسيحدث في السودان لها مايبررها ..وزيارة مدير المخابرات المصري إلي الخرطوم لها علاقة مباشرة بتفاصيل المشهد الراهن في السودان وهو مايتم تغطيته دائماً بالعبارات النفاقية المثلّجة من شاكلة بحث تطوير العلاقات الأزلية بين البلدين !!
• مصر تدرك أن التدخل الإسرائيلي في السودان صار سافراً ومباشراً وقطع شوطاً خطيراً ستكون له آثار كارثية علي الأمن القومي المصري ..إسرائيل تضع أقدامها علي موانئ البحر الأحمر والتوقيع علي تشييد ميناء أبوعمامة خطوة في طريق طويل ستدخل به إسرائيل السودان تحت العقال والجلباب الأماراتي ..
• مصر تطمع في تعاون أكثر عمقاً مع الخرطوم .. أصبح سهلاً جداً ترحيل أي مصري مشتبه به من الخرطوم إلي القاهرة بأعجل ماتيسر ..هذه قضايا لم تعد تشغل بال المخابرات المصرية التي خططت وتخطط علانيةً للتحكم في المشهد السياسي السوداني ومهّدت لذلك باستضافة قيادات حزب الأمة في وقتٍ سابق بترتيب من المخابرات في مصر وهي ذاتها التي أعادت مولانا الميرغني إلي الخرطوم علي متن طائرة تتبع للأمن المصري !!
• تدرك مصر أن الزمن ليس في مصلحتها إذ تتسارع خطوات تشكيل الواقع السوداني بأيدي جهات لاتحبذ دخول مصر إلي المطبخ الأجنبي الذي يقرر الآن في مصير السودان وعندما تدرك أن مصر خارج مجموعة الرباعية التي تنسج خيوط الأحداث في الخرطوم ، تجد تفسيراً مقبولاً للزيارات المتقاربة والمتكررة لمدير المخابرات المصرية إلي السودان ..
• ما يزيد مخاوف مصر تنامي الغضب الشعبي في السودان ضد الثلاثي ( الحرية والتغيير ، حميدتي والبرهان) .. هذا تيار جارف سيطيح كل التدابير التي تريد استخدام الثلاثي المتشاكس لتنصيب حكومة مرتهنة بالكامل إلي إرادة السفارات والمنظمات الأجنبية ..مصر تريد إنقاذ مايمكن إنقاذه في السودان قبل أن تواجه القاهرة الكابوس التاريخي الذي ظلت تخشي طيلة عقود أن يأتيها من الأشقاء في جنوب الوادي .. لكن هذه المرة ربما يأتي تحت سنابك خيول المؤامرة التاريخية لمحاصرة مصر من الجنوب الاستراتيجي!!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.