ما الهدف وراء زيارة جون غودفري لمناطق ساخنة كإقليم دارفور؟
بعد أن اغلقت واشنطن سفارتها لدى السودان في العام ١٩٩٦ وادرجت أمريكا السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وعادت لفتح سفارتها مجدداً، ولكنها اكتفت بإرسال قائمين بالاعمال وظل التمثيل الدبلوماسي دون مستوى السفير .
قامت واشنطن بتعيين أول سفير لها في الأيام المضت، بعد أن كان المنصب شاغراً أكثر من ٢٠ عاماً في خطوة لتوطيد العلاقات بين البلدين، جاء هذا التعيين تزامناً مع الازمة السياسية في البلاد .
وتمت استضافة الدبلوماسي الأمريكي السابق وليام لورانس خلال مداخلة له على الهواء: أين قام بإدلاء تصريحات مثيرة للاهتمام حول زميله جون غودفري، الذي اشتغل معه من قبل على الملف الليبي؟ وقد قال وليام لورانس عن جون غودفري إنه يمتلك خبرة كافية في الوطن العربي تؤهله من تحقيق اهدافهم.
وأضاف لورانس أن جون غودفري تم اختياره من طرف البيت الأبيض بعناية لحنكته السياسية ودبلوماسيته التي امتاز بها في العراق وسوريا وليبيا، وهو ما قد يساعدهم على تحقيق اهدافهم في السودان.
ويتمحور الهدف الأسمى للسفير الأمريكي في السودان بحسب ما قاله لورانس حول اضعاف المؤسسة العسكرية السودانية من خلال الضغط عليها باستعمال لجان المقاومة التي ستؤجج الشارع السوداني ضدهم، وهو ما سيجعل تدخل الولايات المتحدة مشروعا دوليا.
وباشر السفير بزيارة لإقليم دارفور امتدت لثلاثة ايام وكان الهدف منها التعرف على الأوضاع بدارفور وقضايا التنمية والاستقرار في السودان عامة واقليم دارفور على وجه الخصوص، وتعتبر الزيارة الأولى للسفير خارج العاصمة الخرطوم، وذلك عقب تسليمه لمهامه سفيراً لبلاده في السودان. حيث بات الأخير يتصرف كحاكم فعلي للسودان، وهو ما جعل المسؤولين المحليين للمنطقة يبدون غيظهم من هذا الأمر واصفين إياه بأنه انتهاك واضح لسيادة السودان وخرق للقوانين الداخلية للبلاد.
كما أنه اعطى الأوامر لقوات حفظ السلام ببدء عمليات تدريب كبيرة في منطقة الفاشر، وذلك لنفس الأسباب وهي الضغط وتقويض مهام الجيش.
آراء خبراء سياسيين عبروا عنها حول هذه الزيارة، يرى المحلل السياسي أحمد عابدين أن السفير الأمريكي يبحث عن حل سحري ذي نكهة امريكية، فيقدم الجزرة ويؤخر العصا حتى يقطع الطريق أمام أي حل مستقل .
ويتساءل مراقبون وخبراء سياسيون عن الزيارات المقبلة التي سيقوم بها السفير الأمريكي في السودان، فهل ستكون فعلا إلى مناطق ساخنة ومؤججة بنار الصراعات على غرار النيل الأزرق والبحر الأحمر و أين يقطن سكان البجا ؟
وهل تهدف هذه الزيارات للضغط على المؤسسة العسكرية وتقويض مهامها فعلاً ؟
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.