مبادرة فولكر هي برنامج استعماري بأيدي بعض أبناء السودان


إنّ هنالك عوامل جديدة دخلت في الموقف السياسي وجهجهت الاتفاق الإطاري، منها دخول مصر في الملف السياسي السوداني بعنف بعد أن شعرت بخطورة التدخلات الخارجية على أمنها القومي، حيث إن العلاقات المصرية السودانية ازلية وكل من الدولتين تتأثر بالآخر سلباً أو إيجاباً، خاصة وأنّ الذين سيطروا على الملف هم أبعد مسافة وأقل أثراً من مصر وحتى علاقتهم بالسودان ليست وثيقة كعلاقة مصر، ولذلك ضروري وجود مصر في العملية السياسية التي تجرى في السودان ومعها آخرون جنوب السودان وقطر والكويت لأنهم رعوا اتفاقيات سلام.
ثانياً شعور الجيش أن العملية السياسية قد تخلق فوضى في البلاد، نتيجتها عواقب وخيمة على الوطن، وإنّ موقعي الإطاري قلة مجموعة من النخب بدون سند شعبي لهم، معتمدين على فولكر وبعض من دول الغرب، وهم غير محبوبين عند عامة أهل السودان، لأنهم غير العقوبات لم ينل السودان منهم شيئاً، فدول مثل أمريكا وبريطانيا فهما مستعمرتان تريدان الاستيلاء على موارد السودان.. فهم ليسوا أصدقاء للسودان، بل ليس موارد السودان فقط ولكن حتى قيمه وأخلاقه ودينه.
ثالثاً حتى هؤلاء الأعداء الأصدقاء، شعروا بخيبة أملهم فيما يدعمون، وإنهم لن يستطيعوا أن يحكموا مهما عملوا معهم، لأن الغالبية العظمى من الشعب السوداني ترفضهم، خاصةً وأنهم لم يساعدوهم لتحسين الحياة العامة وانتعاش الاقتصاد والخدمات، ولذلك كل الأمر استعمار وعمالة دون أي مصلحة للسودان.
رابعاً ورش فولكر لم تأت بجديد، حيث قاطعها أهل المصلحة، وأغلب الذين حضروها لا علاقة لهم بها، بل هم جوكية ركبوا على حصان هذه الورش عرى.
خامساً الضغط من المجتمع الدولي على الفريق أول البرهان والفريق أول محمد حمدان، على هؤلاء القادة، لن يحقق للمجتمع الدولي أغراضه دون رضاء الشعب السوداني، لأن قادة بدون الشعب وجيوشهم لن يجعل العملية السياسية الجارية الآن تتحقق، لأن الشعب السوداني هو صاحب القرار والتجارب أثبتت ذلك عبر كل فترات حكم السودان.
سادساً العملية السياسية التي تجرى برعاية فولكر والآلية الرباعية، لم تشمل كل أهل السودان، وهي برنامج دعائي أكثر منه واقعياً، وهو برنامج استعماري بأيدي بعض أبناء السودان لن ينجح، لأنه مكشوف للشعب السوداني، خاصةً وأنّ المتغيرات العالمية الآن صارت كبيرة ولم يعد العالم قطباً واحداً يدور في فلك محدد.
سابعاً الشعب السوداني عصيٌّ على الاستعمار مباشرة أو بالوصاية واسألوا المملكة التي لا تغيب الشمس عنها، كم وجدت من خسارة اسألوها عن غردون، واسألوها عن شيكان وكرري، الشعب السوداني ليس هم الذين يلاقونكم في سفاراتكم وعند موائدهم!؟ هؤلاء نخب وليسوا شعب السودان.
وبالواضح كدا أقول لفولكر وأعوانه، مشروعك ومشروعهم الاستعماري الجديد لحكم السودان فاشلٌ، خذوا مني أنا السوداني الأغبش!
لن يحكم السودان استعمارٌ جديد، راجع تاريخ السودان، تعلم من هو السودان وشعبه.
بالواضح كدا، لا حل غير وفاق وطني يتراضى عليه أهل السودان عامّة وليس النخب
مسار

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.