محمد السادس يدعوا لإعادة بناء اتحاد المغرب وتطوير العلاقات مع الجزائر

0

المغرب تدعوا إلى المطالبة بفتح الحدود المغربية-الجزائرية، وتشدد الرباط على ضرورة طي صفحة الخلافات السياسية مع الجارة الشرقية، وإعادة بناء اتحاد المغرب الكبير، في ظل التحديات الإقليمية التي تفرض الاتجاه نحو التنسيق المشترك حيال الأوضاع والقضايا التي تهمّ الشعوب المغاربية.وجدد الملك محمد السادس، خلال “خطاب العرش” لهذه السنة، دعوة الجزائر إلى العمل سويا، دون شروط، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار، معتبرا أن الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضي الجانب المغربي، وليس في مصلحة شعوب المنطقة، وغير مقبول من طرف العديد من الدول.وتعليقا على مضامين الخطاب الملكي بشأن “المصالحة” بين النظامين، قال محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، إن “المطالبة المتجددة والملحة للملك محمد السادس بفتح الحدود بين المغرب والجزائر لا تستهدف تحقيق منفعة مادية ضيقة، أو مصلحة أحادية للمغرب، بقدر ما تستهدف بناء فضاء للعمل المغاربي” وأضاف زين الدين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الفضاء المغاربي يتوفر على العديد من مقومات التكامل والاندماج الاجتماعي والاقتصادي، بحكم انفتاحه على الفضاء العربي والإفريقي والمتوسطي، خاصة في زمن العولمة والتفاعل، حيث لم يعد بإمكان الدولة الوطنية الاشتغال لوحدها، بل يجب إحقاق تكامل اقتصادي واجتماعي لصالح الشعوب المغاربية قبل الحديث عن الأنظمة المغاربية”.وأوضح الباحث السياسي أن “التحديات التي تواجه المنطقة المغاربية تفرض إرساء تعاون مشترك، بالأخص بين دولتين إقليميتين أساسيتين في المنطقة، قصد مجابهة التحديات متعددة الأبعاد، ضمنها التحديات ذات الطابع الأمني؛ من قبيل الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة السرية”.وتابع الأستاذ الجامعي بأن “الدولة الوطنية لا يمكن أن تنجح لوحدها في هذا المسعى، بل يجب توفير فضاء مغاربي له من المقومات ما يجعله مؤهلا لتحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي؛ لكن الخلافات السياسية والرواسب التاريخية المتجاوزة تحول دون تحقيق هذه المساعي”.وأشار زين الدين إلى أن “الخطاب الملكي، اليوم، عبارة عن خطاب سيكولوجي مهم لساكنة قصر المرادية، مفاده أن المغرب لا يتعامل بمنطق الاستعلاء والاستقواء والهيمنة، بل يريد بدء صفحة جديدة بدون شروط مسبقة، وينفتح على كل المبادرات التواقة إلى الحوار وإذابة جليد الخلافات من طرف صناع القرار السياسي في الجزائر”.واستطرد الباحث ذاته: “خطاب اليوم قدم مصالحة تاريخية تنم عن النبل الملكي، والاهتمام بمشاكل الشعوب المغاربية”، لافتاً إلى أن “المطالبة بطي صفحة الخلافات ليست بالجديدة، بل تعود إلى سنوات 2008 و2009 و2018؛ بل إن الوعي المغاربي كان حاضرا لدى الملك منذ أن كان وليا للعهد، وهو ما يمكن استجلاؤه في أطروحة دبلوم الدراسات العليا حول الاتحاد المغاربي، وأطروحة الدكتوراه حول التعاون بين اتحاد المغرب العربي والاتحاد الأوروبي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.