مسبار الأمل الإماراتي ما بين الإنجاز العلمي والدعاية السياسية المضخمة

مسبار الأمل مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب المريخ \ South China Morning Post
0

اهتمت صحف عربية بإطلاق دولة الإمارات مسبار الأمل لاستكشاف كوكب المريخ، والمقرر له الوصول إلى الكوكب الأحمر بعد أن يقطع مسافة 500 مليون كيلو متر في فبراير 2021، تزامنا مع الذكرى الخمسين لإنشاء دولة الإمارات.

ويرى عدد من الكتاب أن مسبار الأمل إنجاز إماراتي وعربي، بينما يرى فريق آخر أن الإنجاز يجب أن يحسب للإمارات فقط، حيث يقضي معظم العرب “أيامهم في صراعات وحروب“.

لكن كُتابا آخرين يرون أن إطلاق المسبار ليس إنجازا حقيقيا، حيث سبقت دول أخرى الإمارات إلى هذه الخطوة.

الإمارات أعطتنا الفخر

ونقل موقع (بي بي سي عربي) تعليق مينا العريبي في جريدة الشرق الأوسط اللندنية، قائلة: أن “الواقع العربي مليء بأحداث تجسد الإخفاقات والفرص الضائعة والحسرات في القلب على مرّ العقود الماضية، من فلسطين ونكبتها إلى العراق وحروبه، إلى سوريا وجراحها الداخلية، إلى اليمن وكارثته الإنسانية، إلى التدخلات الخارجية التي تضعف دولة تلو الأخرى”.

وتستطرد الكاتبة: “ولكن هناك أيضا واقعا عربيا مليئا بالطموح والبحث عن فرصة للإنجاز والفرح والفخر … وها هي دولة الإمارات العربية قد أعطتنا هذه اللحظة”.

تقول مينا إن انطلاق مسبار الأمل “حمل معه آمال كل من يتطلع إلى عالم عربي يُعجب به العالم، خصوصا بعقوله وقدراته، بدلا من أزماته ومآسيه”.

بارقة أمل

وفي السياق ذاته، يقول حمدان مسلم المزروعي في موقع العين الإخباري الإماراتي إن “مشروع مسبار الأمل الذي ينظر إليه أبناء الدول العربية والإسلامية بعين فخر وترقب، هو بارقة أمل تبشر بعودة أمجاد العرب والمسلمين في مجال الاكتشافات العلمية”.

ويقول سامي الريامي في جريدة الإمارات اليوم إن “مسبار الأمل الذي انطلق بنجاح نحو الكوكب الأحمر يروي في كل لحظة، وفي كل ثانية من ثواني رحلته الطويلة، قصة نجاح دولة صغيرة الحجم، عظيمة الطموح، كثيرة الإنجازات، دولة لم تكتف بالأحلام، بل تسعى لتحويل كل حلم إلى حقيقة وواقع”.

إنجاز الإمارات وإحباط العرب والمسلمين

يقول غسان حجار في جريدة النهار اللبنانية: “لا يهمني كثيرا وصف المسبار بالعربي، وأحيانا الإسلامي، فليس للعلوم هوية أو دين، كل ما في الوصف دغدغة لمشاعر البسطاء”.

ويضيف: “لكن في المقابل من حق دولة الإمارات العربية المتحدة أن تفاخر بالإنجاز لأبنائها، وليس لكل العرب والمسلمين الذين يمضون أيامهم في صراعات وحروب حدودية أو تصفية حسابات مذهبية تعود إلى العصور الأولى للإسلام وقد طواها، أو يجب أن يكون طواها، الزمن”.

ويتابع حجار: “الإنجاز إماراتي، والإحباط عربي وإسلامي، ولنا في هذا الإحباط حصة لبنانية واسعة، إذ فيما ينطلق الإماراتيون إلى الفضاء، نغرق نحن في العتمة، وفي النفايات، وفي التلوث. وننتظر مساعدة أو وديعة أو هبة من أحد المانحين”.

ويمضي الكاتب: “وبينما يبلغ الإماراتيون المريخ، نزرع نحن البندورة والخس بمياه ري ملوثة، وباستعمال مبيدات قاتلة غالبا. وبينما تخصص الإمارات، بقيادة حكيمة، مليارات لغزو الفضاء، يتسابق سياسيونا، بقيادتهم الفاسدة وروائحهم النتنة، إلى سرقة ما تبقّى من فتات في الخزينة”.

المريخ إماراتي

تحت عنوان “هل ينجو كوكب المريخ من مؤامرات الإمارات؟”، تقول جريدة الشرق القطرية: “أخيرا المريخ إماراتي. لن ينازع أطماع أبوظبي فيه أي تطلعات للشعوب نحو الكرامة والحرية، ثرواته جاهزة للاستيلاء و’الجنود البواسل’ لن يواجهوا أي مقاومة مشروعة”.

وتتابع الجريدة: “المريخ إماراتي، بشهادة الصحف الصادرة عن الإمارات اليوم، فهو الفتح الجديد والصاروخ الذي غير مساره من صدور اليمنيين والليبيين إلى الفضاء الواسع … بعد أن سئمت الإمارات من الأرض وأهل الأرض، الذين يرفضون الصواريخ الإماراتية والذخائر الإماراتية والموت الذي يأتي من أبوظبي ليضرب بهدوء كل عاصمة عربية … كان لازما عليها التفكير خارج الصندوق أو ‘الفضاء'”.

وتعلق “الشرق” على التغطية الإعلامية للصحف الإماراتية حول مسبار الأمل، قائلة: “وكأن ‘أبو ظبي ‘ هي أول من غزا المريخ، فكل ما فعلته أمريكا وروسيا لسنوات طويلة هو محض وهم، والإمارات هي من يصنع التاريخ الجديد للفضاء”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.