بعد أن أعلنت الحكومة السودانية عن حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 شهور بسبب الفيضانات التي خلفها النيلان الأبيض والأزرق، وضح بما لا يدع مجالاً للشك بأن معاناة السودانيين من الأوضاع الاقتصادية سوف تزداد في الفترة المقبلة .
تنبؤ الأرصاد الجوية
ولم تضع الدولة في حسبانها التنبيه الذي وضعته الهيئة العامة للإرصاد الجوية، والتي قالت قبل شهر من وقوع الكارثة بأن البلاد مقدمة على فيضانات وسيول لم تشهدها من قبل .
لكن الحكومة لم تولي هذا التنبيه أي اهتمام في ظل انشغالها بالعديد من الملفات الآخرى، حيث أنه بمرور الوقت أدركت أهمية تنبيه هيئة الارصاد الجوية ولكن بعد فوات الأوان .
وتأتي الفيضانات في وقت يعاني فيه المواطن السوداني من غلاء للأسعار في الأسواق المختلفة، ما يجعل من هم المعيشة يتصدر أولويات المعالجة بالنسبة للحكومة الانتقالية في البلاد .
وبطبيعة الحال فإن الخسائر المادية والمعنوية من مثل هذه الكوارث تكون كبيرة للغاية، حيث أن السلطات في المناطق الممتضررة أحصت الآلاف من المزارع والأفدنة الزراعية التي تعرضت للتلف والخراب جراء السيول والفيضانات .
عجز عن تقديم المساعدات
وحتى الآن فإن الدولة تعجز وبشكل كامل عن تقديم المساعدات اللازمة للمواطنين الذين تضرروا جراء السيول والفيضانات ما يفاقم من احتمالية أزدياد الأوضاع سوء في الكثير من المناطق التي تأثرت بالفيضانات في العام الحالي .
حيث يرى خبراء بأن ضعف الإمكانيات بالنسبة للحكومة سوف يقيف عائقاً أمام إنقاذ العديد من الأسر السودانية التي باتت بلا مأوي أو كساء في ظل أوضاع بالغة التعقيد .
ويرى البعض الآخر بأن تحرك الحكومة جاء في وقت متأخر، وذلك بعد أن قامت السيول والفيضانات بتدمير الآلاف من المنازل في مناطق السودان المختلفة، كما أنها غير قادرة على فعل شيء في وضع يزداد تعقيداً مع مرور الوقت .
إعادة الإعمار
وفي السياق فإن العديد من الخبراء في البلاد والذين تحدثوا لوسائل إعلام مختلفة يرون بأن تكلفة الإعمار في البلاد سوف تكون قرابة الـ 2 مليار دولار .
وفي السياق فقد قال وزير الداخلية عصمت عبد الرحمن لوكالة الأنباء السودانية الرسمية سونا: ” إن 90 شخصا توفوا في كل البلاد، وأن 5500 منزل انهارت في خمس ولايات” .
وبحسب مجلس الأمن والدفاع فقد تضررت 16 ولاية في البلاد، كما أن انهيار المنازل يتواصل في بعض المناطق في البلاد، حيث ان الحكومة وبراسة مجلس الوزراء فقد قامت بتشكيل لجنة مؤخراً من أجل درء ومعالجة اَثار الخريف والفيضانات .
