معدوم بالمستشفيات ومتوفر بالسوق السوداء..الأوكسجين .. أزمة إنتاج أم أزمة ضمير؟

0

يقولون(فلان ده يبيع ليك الهوا)   كناية عن شدة احتياله وإجرامه وهي صيغة مبالغة أو كانت كذلك ولكن الآن الهواء أصبح يباع فعلياً وبالسوق السوداء  بعد أن عجزت المستشفيات عن توفيره لمرضاها  وبينما يموت الناس في المستشفيات أو البيوت لأنهم لا يجدون أوكسجين ليتنفسونه يكون الأوكسجين  معروضاً على عينك ياتاجر في السوق السوداء مما يدفع إلى الذهن بألف سؤال حول أسباب شح الأوكسجين في المستشفيات الحكومية وتوفره في السوق هل هي أزمة إنتاج أم أزمة ضمير؟.

وبينما لا يتجاوز سعر الاسطوانة (2500)  جنيه من المصنع يصل سعرها  في السوق الأسود (20)  الف جنيه وترحيلها بـ (20)  إضافة لأمنية وصلت لـ 30 الف جنيه مؤخراً في المصانع و80 الف جنيه في السوق الأسود وقد تضطر لاسئجار أسطوانة باكثر من 3 آلاف جنيه أقله   مع ملاحظة أن المريض يحتاج مابين 4-5 اسطوانات في اليوم.

(ترس) الأوكسجين..

وكان مواطنون قد اشتكوا من وجود نقص حاد في الاوكسجين في المستشفيات ،وسبق وان قطع مواطنون غاضبون الطريق القومي مدني الخرطوم احتجاجا على انعدام الاوكسجين في مستشفيات الجزيرة .

ميوعة إدارية…

مدير طبي لاحد مستشفيات الخرطوم الكبيرة عبر عن استيائه الذي ربما يدفعه لتقديم استقالته لأنه أصبح (ما عارف يشتغل كيف حسب تعبيره) ويضيف في حديثه له  شركة الهواء السائل لديها عقد مع  الصحة الاتحادية ويفترض أن تكون لديها سيارات تتحرك صباح كل يوم لتجمع الأسطوانات الفارغة وتنزل بدلا منها أخرى مليئة  ولكن عادة يحدث تأخير لأن كمية الأسطوانات قليلة إضافة لاحتياجات العزل المتزايدة فالمعزول يستهلك بين 4-5 أسطوانات في اليوم الواحد إضافة لمريض العناية المكثفة ومصنع الهواء دائما مضربون أو عمالهم مضربين ولكن الواضح أن مصنعهم نفسه لا يكفي الطلب العالي على الأكسجين وأحيانا الشركة نفسها تضطر للاستعانة بالمصانع الأخرى ليستعينوا بها على ملء الأسطوانات وعموما الأمور كلها (بايظة ) مثلا أحيانا نجد أن (الأوكسجين جنريتر) في المستشفيات كلها متعطل يعني لا يوجد مكب. هنالك حلقة سوق أسود (حايمة) بين المصنع  والمرضى  توزع للمرضى بأسعار مرتفعة ،و المستفيدون هم الأفراد حسب مصدر بأحد المستشفيات  مستغلين الميوعة الإدارية  الحاصلة في القطاع الصحي(إعفاء الإدارات المؤهلة وتعيين إدارات جديدة لا تفقه شيئا في القطاع  كوكيل الوزارة ومدير ،صحة الخرطوم  الذي اعفى المديرين العامين بالمستشفيات كلهم ولم يعين بدلاء أصبحنا كمديرين طبيين (ماعارفين نشتغل) كيف :صحيح حمدوك أوقف الإعفاءات والتعيينات ولكن تحس كأنه الاعفاءات والتعيينات تمت على الورق فقط وان كوادر النظام القديم موجودون لا يريدون ترك الكوادر القديمة تعمل ولا الجديدة هذه المسألة يجب أن تحسم من مجلس الوزراء لأن (الناس بتموت صراحة ) .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.