مع عودة الاحتجاجات الشعبية.. لبنان في طريقه أمام ثورة جياع

احتجاجات في لبنان تنديدًا بالأوضاع الاقتصادية (إرشيفية) \ GettyImages
0

توقع مراقبون للشأن اللبناني أن تندلع في البلد المتازم اقتصاديًا ثورة جياع في مختلف المناطق، منددة بطرق معالجات الأزمة المالية من قبل حكومة حسان دياب التي تشكلت في فبراير الماضي.

في الوقت الذي تشهد فيه الليرة اللبنانية تراجعًا ملحوظًا أمام الدولار الأميركي في السوق الموازي (الأسود)، مما انعكس على أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، وتآكلت رواتب الموظفين في قطاعات عديدة.

ونتيجة للأوضاع التي أثقلت كاهل المواطن، وعلى الرغم من الإجراءات الاحترازية في مدينة طرابلس لمجابهة وباء كورونا، خرجت مظاهرات احتجاجية شعبية.

كما شهدت مناطق مختلفة في البقاق (شرق وغرب) العاصمة اللبنانية بيروت، إغلاق الطرق ووجود وقفات احتجاجية، انتقد فيها المجتجون سياسات الطبقة الحاكمة في التعامل مع الأزمة، محملين إياهم حالة التدهور المعيشي كأسوأ أزمة اقتصادية يشهدها لبنان طوال تاريخه.

“فقدنا الثقة بالحكام”

يقول خالد طالب (30 عاما)، عمل حر، إنه شارك في احتجاجات طرابلس خلال الأيام الماضية، لأنه غير قادر على تأمين لقمة العيش لعائلته.

فيما يوضح حميد النيني (35 عاما)، صاحب متجر بطرابلس: “خروجي إلى الشارع هو للتعبير عن الحرمان الذي نعيشه، فقدنا الثقة بالحكام، وسنبقى في الساحات حتى تحقيق مطالبنا”، وفقًا لما نقلته وكالة (الأناضول) للأنباء.

ومستنكرة، تساءلت ابنة مدينة صيدا (جنوب)، ثريا غالب (27 عاما)، جامعية: “كيف يمكننا أن نأكل واللحمة باتت بـ35 ألف ليرة؟ نحن من دون عمل، وباقون في الشارع إلى ما شاء الله”.

ومع تأزم الأوضاع، تتصاعد تساؤلات بشأن ما ينتظر لبنان في الأيام المقبلة، وإن كانت ثورة جياع على الأبواب.

الاحتجاجات متوقعة

ويرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، منير الربيع، أن الاحتجاجات الشعبية المؤخرة كانت متوقعة لدرجة كبيرة، وانها ستزداد وتيرتها جراء عدم قدرة الحكومة على إنجاز خطة إنقاذ وإصلاح حقيقي.

ويعتبر أن “الخطة المقدمة من حكومة دياب، توصّف المشكلات والأزمات في البلاد وتدل على نية العمل، ولكن السؤال هو: كيف ستبدأ؟”.

ويشدد الربيع على أن المواطن اللبناني أصبح غير قادر على الانتظار أكثر من ذلك في الوقت الذي تشهد فيه الأسعار ارتفاعًا بشكل غير مسبوق، ويحلق سعر صرف الدولار في مقابل الليرة.

ويتوقع أن يشهد لبنان الكثير من التحركات والاحتجاجات المختلفة، مع صدام سياسي جراء الأحداث التي تدور في الشارع، مستبعدًا في الوقت ذاته وجود نية حقيقية من المجتمع الدولي لدعم لنان ماديًا.

غضب شعبي متصاعد

بدوره يؤكد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، غسان حجار، أن معطيات الأحداث الحالية تدل على أن الاحتجاجات الشعبية ستتمدد وتتوسع، طالما لم يطرأ أي تحسن في الوضع المالي، وأن الغضب الشعبي سيكون في تصاعد مستمر.

كما ينفي وجود جهات من وراء الستار تحاول إخراج المحتجين الغاضبين إلى الشارع بهدف إسقاط الحكومة.

ويقول: “هذا غير وارد، وإذا الأصابع (الاتهامات) موجهة إلى سعد الحريري، فهو غير مستعد لترؤس أي حكومة في ظل هذه المرحلة، فهي مصيرية ومرحلة جوع وفقر”.

وضع مالي قاتم

يمضي الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، غسان حجار، في توقعه لما ستؤول إليه الأحداث في لبنان ومن فرضية قيام ثورة جياع مندده بالأوضاع الاقتصادية، قائلًا: “من الطبيعي، فالثورة لا تكون في الصالونات، والجائع لا يستطيع التحمّل، والمودع الذي حُجزت ودائعه (بالبنك) كيف يمكن ضبط غضبه؟”.

وبضيف: “فور وضع حلول جدية سيخرج الناس من الشارع تلقائيا، لكن عندما يتمدد الجوع، سنشهد خروج الآلاف إلى الشارع، فالفقر لا طائفة ولا هوية له“.

وايصف حجار، الوضع المالي بأنه “قاتم”، والمشهد السياسي بـ”المعقد”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.