مفاوضات سد النهضة.. موقف سودني مصري متقارب ومواقف متعنتة لإثيوبيا

سد النهضة يعود للواجهة بعد وقف بايدن تعليق المساعدات لإثيوبيا
0

بعد أن طلبت كل من الخرطوم والقاهرة تعليق الاجتماعات الخاصة بـ ” مفاوضات ” ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي دار الكثير من الجدل عن موقف كل دولة تجاه ما يمكن أن يحدث مستقبلاً ،في ظل التعنت الذي تسير به دولة إثيوبيا فيما يتعلق باتخاذ القرارات الاحادية لعملية الملء والتشغيل .

مشاورات مكثفة

وطلب تعليق الاجتماعات من القاهرة والخرطوم جاء من أجل إجراء بعض المشاورات في الداخل ومن أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من الآراء التي من الممن أن تساعد في الوصول إلى حلول تفيد كل الأطراف .

ومن الواضح بأن إثيوبيا تسير في اتجاه مخالفة ما تم الاتفاق عليه في القمة الأفريقية التي عقدت في الاتحاد الأفريقي في 21 يوليو، بالإضافة إلى نتائج اجتماع وزراء المياه أمس الثلاثاء .

وقبل موعد عقد الاجتماع المقرر أمس الثلاثاء، قرر وزير المياه في إثيوبيا بإرسال خطابات إلى كل من السودان ومصر، وقام الوزير بإرفاق قواعد إرشادية تتعلق بالملء والتشغيل في سد النهضة الإثيوبي، لكنها لا تتضمن أي قواعد للتشغيل، بجانب أنها لا تحتوي على أي قاعد لفض النزاعات، وهو الأمر الذي جعل من الخرطوم والقاهرة في حالة من الارتباك .

عدم موافقة

ومباشرة وعقب خطاب الوزير قالت وزارة الري المصرية بأنها غير موافقة على المقترحات التي تقدمت بها إثيوبيا بشأن الملء والتشغيل، وقالت الوزارة “إنه بناء على مخرجات القمة الأفريقية المصغرة، والذي عُقد أمس الثلاثاء في اجتماعه الثالث للجولة الثانية للدول الثلاث برعاية الاتحاد الأفريقي، وبحضور المراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وخبراء مفوضية الاتحاد الأفريقي، وذلك استكمالاً للمفاوضات للوصول إلى اتفاق ملزم بخصوص ملء سد النهضة الإثيوبي وتشغيله” .

ومن الواضح بأن الخطاب الذي بعثه الوزير الإثيوبي لم يكن مرضي للأطراف الآخرى المصرية والسودانية في عمية مفاوضات سد النهضة حيث جاء بخلاف ما تم التوافق عليه في اجتماع الأمس برئاسة وزراء المياه .

وكان اجتماع وزراء المياه في الدول الثلاث قد خلص إلى ضرورة التركيز على حل النقاط الخلافية المختلفة، كما أنه سوف يتم عرضها في اجتماع لاحق لوزراء المياه يوم الخميس القادم .

عدم ربط

وفي السياق فقد بعث وزير الري والموارد المائية في السودان ياسر عباس خطاباً يقارب وجهة النظر المصرية إلى وزيرة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي في جنوب أفريقيا .

وأوضح الخطاب السوداني تطور المواقف المختلفة خلال الساعات الماضية في عملية التفاوض بين الدول الثلاث .

وأشار الوزير إلى أنهم لا يريدون أن يتم الربط ما بين معاهدة مياه النيل الأزرق وقواعد الملء والتشغيل في سد النهضة على الإطلاق باعتبار أن كل قضية مختلفة عن الآخرى، وهو الشرط الوحيد الذي يمكن للسودان من خلاله أن يستمر في مفاوضات سد النهضة التي يقودها الاتحاد الأفريقي  .

ومن الواضح بأن عباس يرى بأن الخطاب الإثيوبي يضر بمسيرة المفاوضات في الوقت الحالي في ظل تعنت إثيوبيا، منوهاً إلى أن الرسالة التي بعثها له الوزير الإثيوبي لم تكن موفقة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.