مليونية 30 يونيو .. الأوضاع في السودان توحي بحدوث انفلات أمني
تواصلت تظاهرات في أحياء بالعاصمة السودانية الخرطوم، تدعو المواطنين للمشاركة في مواكب (مظاهرات) دعت لها قوى شبابية ومهنية وسياسة مختلفة غدا الثلاثاء باسم مليونية 30 يونيو ، يأتي هذا بينما تحولت المدينة إلى ثكنة عسكرية بعد أن أحكمت قوات الجيش السيطرة على أطرافها وجسورها النيلية.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب الحكومة بضرورة تنفيذ أهداف الثورة وصولا إلى الدولة المدنية الديمقراطية، كما طالبوها بالعمل على معالجة الأزمة الاقتصادية.
وأظهرت مقاطع فيديو على فيسبوك خروج المئات من المتظاهرين وهم يطالبون بالقصاص لضحايا ثورة ديسمبر وفض اعتصام القيادة، بالإضافة إلى الدعوة لمليونية 30 يونيو.
استكمال أهداف الثورة
وقال تجمع المهنيين السودانيين أمس الأحد إن “مليونية 30 يونيو الجاري لاستكمال أهداف الثورة وتصحيح مسارها، وإنهاء مظاهر التهاون والالتفاف على إرادة الشعب، وليست للاحتفال”، وفقًا لموقع (الجزيرة نت).
وأضاف التجمع الذي يقود الحراك الاحتجاجي في البلاد -في بيان رسمي- “مواكب 30 يونيو ليست للاحتفال، إنما لتذكير من نسوا أن قوى شعبنا الثورية هي الجذوة المتقدة، تحت رماد التردد والبطء والمساومات”.
مطالب الثورة
من جانبها، قالت قوى الحرية والتغيير (الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية) في -بيان اطلع عليه أخبار سوق عكاظ- إن “الدعوات التي أطلقتها لجان المقاومة وأسر الشهداء للخروج في يوم 30 يونيو القادم، هي دعوات مشروعة”.
وأضافت أن تلك الدعوات “تحمل مطالب موضوعية وتظهر قوة وعنفوان الشارع الثائر وعزمه على حراسة ثورته، والحفاظ على سلطته المدنية وتوجيه بوصلتها دون كلل أو ملل”.
قبضة أمنية
وتحولت العاصمة السودانية الخرطوم إلى ثكنة عسكرية بعد أن أحكمت قوات الجيش السيطرة على أطرافها وجسورها النيلية، وأخلت وسطها من جميع الأنشطة قبل 48 ساعة من مليونية 30 يونيو.
ونفذت قوات مشتركة بشكل مفاجئ عمليات دهم وتفتيش بالكلاب البوليسية، لشقق مفروشة ونُزُل فندقية وسط الخرطوم وحي الخرطوم 2 في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد، أسفرت عن اقتياد عدد من الأشخاص إلى جهات غير معلومة.
وكانت شرطة ولاية الخرطوم قد أنذرت السبت ملاك النزل الفندقية بعدم استقبال نزلاء جدد وإخلاء النزلاء الحاليين.
وانتشرت تشكيلات من قوات الجيش على ناقلات جنود بكثافة منذ صباح أمس، وأغلقت الطرق المؤدية إلى القيادة العامة للجيش والقصر الرئاسي وسط الخرطوم، فضلا عن الإغلاق الكامل للجسور التي تربط العاصمة الخرطوم بمدن أم درمان والخرطوم بحري.
وكانت اللجنة الأمنية لولاية الخرطوم قد أصدرت تعميما قالت فيه إن إغلاقا كاملا للخرطوم سيتم يومي الأحد والاثنين، لكن السلطات نفذت هذه الخطة قبل يوم مع إغلاق البنوك لمدة 3 أيام، وعدم تغذية ماكينات الصراف الآلي يوم الثلاثاء.
تزايد المخاوف
وجاءت الإجراءات التي أشرف عليها الجيش بنفسه وسط الخرطوم بمعزل عن قوات الدعم السريع، في ظل تزايد المخاوف من المليونية التي دعت لها لجان المقاومة يوم الثلاثاء، لإحياء ذكرى مليونية 30 يونيو 2019، بعد فض الاعتصام أمام قيادة الجيش.
وبدأت بالسودان في 21 أغسطس 2019، فترة انتقالية تستمر 39 شهرا، تنتهي بإجراء انتخابات، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وتحالف “قوى إعلان الحرية والتغيير”، بجانب حكومة انتقالية.
مخاوف من انفلات أمني
لكن اللافت أن عناصر محسوبين على النظام السابق روجوا أيضا للمشاركة في مليونية الثلاثاء، مما أدى إلى حالة ارتباك ومخاوف من انفلات أمني.
واضطر وزير في الحكومة الانتقالية لإخلاء شقة في بناية بحي الخرطوم 2 بعد ازدحام شقق البناية بشكل مريب كما روى، ليتفاجأ بأن البناية ذاتها تعرضت للدهم من السلطات الأمنية وتم اقتياد بعض العناصر منها.
وطبقا لمصادر حزبية، فإن تحركات الجيش بشكل استباقي لإجراءات لجنة أمن ولاية الخرطوم، قصد بها ضرب ساعة الصفر لمظاهرات منسوبي النظام السابق التي كانت مقررة نهار الأحد وسط الخرطوم.
وأفادت المصادر ذاتها أن مظاهرة في وسط الخرطوم -تم إحباطها- كانت ضمن احتجاجات منسقة خرجت في مدينة القضارف بشرق السودان وكوستي جنوبي البلاد، وبشكل محدود في ضاحية الفتيحاب بأم درمان.