مناورات عسكرية للجيش الجزائري قرب الحدود المغربية

مناورات عسكرية للجيش الجزائري قرب الحدود المغربية
0

تحرك الجيش الجزائري من جديد صوب أكثر المناطق “توتّرا” وجذباً للجماعات المسلحة جنوب المغرب، بقيادة سعيد شنقريحة، قائد هيئة أركان الجيش الجزائري، الذي ترأس مناورات عسكرية في المنطقة الثّالثة في تندوف، بالقرب من الحدود المغربية، وهي تمارين استخدمت فيها الذخيرة الحية.

حيث تندرج هذه المناورات في إطار تقييم المرحلة الأولى لبرنامج التحضير القتالي، لسنة 2020-2021، وفق بيان وزارة الدفاع الجزائرية.

وتعتبر هذه المرة الثانية التي يزور فيها قائد الجيش الجزائري منطقة “تندوف” على الحدود مع المغرب، حيث حضر مناورات عسكرية مرتديا زيه الرّسمي، وصرح بأن “القوات المسلحة الجزائرية جاهزة لكي تحمي أرضها وشعبها من مصادر التهديد مختلفة الأوجه ومتعددة الأبعاد”، وتواجه “كافة التحديات مهما كانت طبيعتها”.

فبالرغم من الاضطراب الداخلي الذي تشهده الجزائر مع توالي تفكك ألوية النظام العسكري باعتقال جنرالات وقيادات سابقة في المخابرات الخارجية والداخلية، أصر شنقريحة على حضور مناوارت عسكرية على الحدود مع المغرب، كما عاين تمارين تتعلق بالتحضير القتالي، قال إنها “تخدم مصلحة الجزائر العليا ووحدتها وسيادتها واستقلالها وأمنها واستقرارها”.

وقد استعرض الجيش الجزائري خلال هذه المناورات، للمرة الأولى، طائرة الاستطلاع الإلكترونية الأميركية، بيتشكرافت 1900 ام.ام.اس.ايه-هيسار، وهي السلاح الوحيد غير الروسي الذي تمتلكه القوات الجزائرية.

دوافع زيارة المنطقة العسكرية

يأتي تلويح قائد الجيش الجزائري بالحرب بعدما تلقت جبهة البوليساريو الانفصالية وداعموها بالمنطقة ضربات دبلوماسية موجعة؛ من خلال نجاح الجيش المغربي في تحرير معبر الكركرات وتلقيه إشادات دولية واسعة، ثم بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وأيضا بعد المؤتمر الدولي الوازن الذي نظمته واشنطن والرباط لدعم مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية.

محمد الطيار، باحث في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، اعتبر أنّ “زيارة شنقريحة إلى المنطقة العسكرية الثالثة بالقرب من الحدود المغربية تكذب مزاعم الآلة الإعلامية للبوليساريو والجزائر بأن هناك حربا تجري بين الانفصاليين والقوات المسلحة الملكية بقطاع المحبس”، مبرزا أن “الناحية العسكرية الثالثة دائما ما كانت منصة لإصدار وإبراز النوايا العدائية تجاه المملكة”.

وقال الأستاذ الجامعي، في تصريح ، إن “الزيارات الميدانية إلى قطاع تندوف كانت تشكل فرصة لمهاجمة المغرب ووحدته الترابية، سواء تعلق الأمر بقائد الجيش الحالي أو السابق”، مضيفا أن “قايد صالح زار مرات عدة المنطقة العسكرية الثالثة وألقى خطابات عدائية من تندوف، كما يقوم حاليا خليفته شنقريحة بالدور العسكري نفسه”.

كشف الطيار أن “زيارة شنقريحة إلى تندوف تأتي في سياق داخلي مأزوم وموسوم بعدم الاستقرار، بحيث بلغ الصّراع مع جناح قايد صالح أوجه؛ إذ تمت إقالة مجموعة من العسكريين البارزين الذين يشغلون مناصب كبيرة في جهاز المخابرات الداخلية والخارجية، كما تمت إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي”.

وشدد الجامعي ذاته على أن “الجيش الجزائري يحاول كبت الشارع المنتفض باستغلال ورقة الإرهاب والجماعات المسلحة”، موردا أن “التداريب العسكرية هي تداريب روتينية تحاول أن تبرز للجانب الداخلي أن هناك تحديات أمنية على الحدود يجب مواجهتها بالحزم المطلوب”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.