من هو محمد إيلا حتى نفهم لماذا التخلص منه
ويبدو أن البشير اختار من يرتبط معه بعلاقة وثيقة؛ فقبل ثلاثة أعوام ، عندما قرر الرئيس السوداني عدم خوض الانتخابات القادمة 2020 (تراجع عن ذلك مؤخرًا)، زكا البشير حاكم ولاية الجزيرة محمد طاهر إيلا للمنصب، إذا ما قرر الترشح.
وفي الآونة الأخيرة، ومع بدء احتجاجات السودان في 19 ديسمبر ٢٠١٨ ، أعلن إيلا دعمه الكامل لعمر البشير في الانتخابات القادمة، وكتب على “فيسبوك”: “التحية للرعيل الأول الذي جلب لنا الاستقلال رجالات النضال وناس مؤتمر الخريجين من الجزيرة والسودان سيكون دعمنا لترشح البشير نابع من قناعات الشعب الذي ينشد الاستقرار في البلاد. السيد الرئيس المشير البشير.. مرشحنا في الانتخابات القادمة 2020”
الانضمام للتيار الإسلامي
ولد إيلا في ﺍﻟﻌﺎﻡ 1951، ﻣن ﺃﺳﺮة ﻣﻴﺴﻮﺭة ﺍﻟﺤﺎﻝ، وينتمي لأكبر قبائل السودان.
بدأ إيلا حياته السياسية في المرحلة الثانوية من دراسته، وأﺻﺒﺢ له ﻧﺸﺎﻁًا ﺗﻨﻈﻴﻤيًا ﻭﺍسعًا ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، وذلك بحسب ما ذكره ﻋﺒﺪ ﺍﻟله ﻛﻨﻪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ بولاية الجزيرة، في تصريحات صحفية.
في العام الثالث من التحاقه بكلية الاقتصاد في جامعة الخرطوم، ﺃُﻭﻛﻞ إلى إيلا ﻣﻮﻗﻊ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴاسي ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ في ولاية اﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ.
في 1988 -قبل وصول البشير إلى السلطة بعام واحد- بزغ نجم إيلا، وقفز إلى تولى مهام تنفيذية كبرى، وتم تعيينه في فترة الجمهورية الثالثة (حكم الصادق المهدي)، وزيرًا إقليميًا في الإقليم الشرقي، ليعود مجددًا مديرًا لهيئة الموانئ البحرية سنة 1989 ويستمر بالمنصب لأعوام متتالية.
بعدها انتقل إيلا إلى الخرطوم وقضى فيها نحو 10 سنوات، شغل خلالها منصب وزير اتحادي لوزارات التجارة الخارجية، النقل، والاتصالات.
وفي 2005، آثر إيلا العودة إلى دياره واليًا لولاية البحر الأحمر ليقضى في المنصب نحو 10 أعوام حتى عام 2015. وقد شهدت تلك الفترة خلافات حادة وصلت إلى مطالبته بالاستقالة في العام 2014، وبدا ذلك واضحًا في عدد من مقالات الرأي، فضلاً عن مسيرة نظمتها مجموعات من الشباب المنتمين للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني في ولاية الجزيرة، اعتصمت أمام المجلس التشريعي، في محاولة لعزل طاهر، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل بفضل تدخلات خط الدفاع الأول له؛ الرئيس البشير نفسه.
أزمة حلايب وشلاتين
في أول انتخابات بعد انفصال السودان، تمكن إيلا من إصدار قرار من الحكومة باعتبار منطقة “حلايب وشلاتين” المصرية، داخل الدائرة الانتخابية السودانية في العام 2015، وهو ما أعاد الأزمة بين البلدين إلى الحياة.
لم يكتف رئيس الوزراء السوداني المعين حديثًا، بل لجأ إلى تحريك قوة من مشاة البحرية السودانية إلى حلايب، ما جعل السلطات المصرية ترسل مبعوث دبلوماسي رفيع المستوى إلى الخرطوم، لاستيضاح الأسباب التي دفعت الخرطوم إلى إعلان زيادة عدد قواتها الموجودة في المنطقة المتنازع -وقتها- عليها بين البلدين.. بكل هذا التاريخ المشرف يهابه الطامعين في السلطة.
بعد سجن البشير وقادته في كوبر ل3 أعوام دون توجيه إتهامات ثابته ضدهم وقد تم اقتتال الكثير من قادة الإنقاذ داخل سجن كوبر ومنع عنهم العلاجات التي يتلقونها وازدياد وضعهم الصحي لاسوأ حال تركوهم يموتون دون مساعدة منهم ، والان قد قامت جهات مجهولة بتسميم اخر رئيس وزراء في عهد البشير 2019 والذي كان واليا لولاية البحر الاحمر 2015 محمد طاهر ايلا ، وترجح المصادر إلى أن سبب التسميم هي محاولة للتخلص منه ، خاصة أنه كان يعمل على تهدئة الصراع بين زعماء قبائل وقادة مجلس البجا في الشرق السوداني، الذين يهددون بالإنفصال عن السودان ، فأراد البرهان التخلص من قضية الشرق عن طريق التخلص من ايلا وإبعاده من المشهد السياسي ،وكذلك خوفه من أن يتم فرض ايلا عليهم من قبل البجا كرئيس وزراء قادم ، في مقابل التخلي عن مسار الشرق.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.