من يسرق الذهب في السودان؟

في بلادي موارد مهدرة لا بواكي عليها، مسؤولون يتعاملون معها كحق خاص لهم مطلق الحرية في التصرف فيه من دون حسيب أو رقيب، إذ لم تبلغ بلادنا بعد مصاف دول المؤسسات التي تحاسب على كل شيء سواء كان تصرفًا عابرًا أو سلوكًا شخصيًا أو تصريحًا غير منضبط، ناهيك عن تبديد الثروات والأموال العامة والتلاعب بها

يتمتع السودان بموارد هائلة من المعادن وخاصة المعدن الأصفر (الذهب) منذ القدم؛ فلم يكن غزو محمد علي باشا للسودان إلا لشيئين هما الرجال والذهب، وإلى يومنا هذا ما تزال نظرة الدول الخارجية إلى السودان لا تتعدى ذلك.

ومن ينظر للواقع يلحظ حقيقة ما أوردته ففي حرب اليمن التي طال أمدها يُصدر الجنود السودانيين للقتال فيها في بلاد لا علاقة لهم بها ولا علاقة لمصالح البلاد بما يجري فيها سوى الدفاع عن مصالح بلاد أخرى مقابل فتات أموال لا تغني ولا تسمن من جوع.

تمتهن الإمارات اللصوصية لنهب ثروات الشعوب ومقدراتها تحت غطاء الإغاثة والدعم الإنساني وفي مقدمة ذلك السودان التي تنهب أبو ظبي الذهب منه بشكل علني.

وأكد مسئولون ومراقبون سودانيون أن الإمارات دخلت إلى السودان تحت غطاء الإغاثة لكن حقيقة دورها المشبوه يتمثل في ممارسة اللصوصية على الذهب والموانئ

ويعد السودان من أقل الدول تطورا وبات مركزا للنشاطات غير المشروعة، وصنفته منظمة الشفافية الدولية كواحد من 20 دولة أكثر فسادا في العالم. وقدر وزير المالية جبريل إبراهيم في العام الماضي أن ربع الذهب السوداني المستخرج يمر عبر القنوات الرسمية، أما البقية فتهرب خارج البلاد.

وسبق أن أدان تحقيق دولي دولة الإمارات بالتورط بتهريب الذهب لتمويل النزاعات بين الدول خدمة لأطماعها في كسب النفوذ والتوسع.

وقال تحقيق لصحيفة “فير أوبزيرفر” إن الإمارات متورطة في عدة حوادث تهريب الذهب من أجل تمويل النزاعات بين الدول في آسيا وإفريقيا.

وذكر التحقيق أن الإمارات هي واحدة من مراكز تجارة الرئيسية لتهريب الذهب الرئيسية في العالم، إذ حلت في عام 2019، في المراكز الخمسة الأولى لاستيراد وتصدير المعدن الأصفر على مستوى العالم.

وذكرت وكالة رويترز العالمية للأنباء في عام 2019، يتم تهريب الكثير من الذهب من غرب إفريقيا الإمارات.

ويتم إنتاج الذهب المهرب عن طريق تعدين الذهب الحرفي والضيق النطاق، وهي تجارة تمول النزاع المسلح وتكلف الدول المنتجة خسائر في الإيرادات الضريبية ولها عواقب وخيمة على الصحة العامة والبيئة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.